السبت 01 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصة كفاح محمود مندور "شهيد معركة بئر العبد"

والدة الشهيد محمود
محافظات
والدة الشهيد محمود مندور
الجمعة 12/مارس/2021 - 03:31 م

"كان سندي وضهري كان كتفي كان كل حاجة في حياتي".. بهذه الكلمات تروي “أم الشهيد” محمود مندور بالدموع عن حياة نجلها الشاب صاحب الـ 21 عامًا،  حيث فقدت السيدة زوجها وأبناءها "بلال، وأميرة، ومحمود" صغارًا،  وكانت تعمل في أحد المصانع بمنطقة استثمار بورسعيد،  ومع زيادة مصروفات أبنائها قامت بفتح محل لبيع وتنظيف الأسماك ليساعدها في تربيتهم.

لم تستطع الأم أن تجمع بين عملها في مصنع بجانب محل الأسماك، وشعر "الشهيد محمود مندور" بأزمة في تشغيل المحل فقام وهو في عمر الـ 13 عامًا بالاستيقاظ فجرًا، وحينما شعرت به الأم سألته "هتقدر يا ابني تفتح المحل؟"،  فرد الشهيد" ما تقلقيش يا أمي أنت مخلفة راجل".

كان هذا اليوم هو البداية لرحلة مكاتفة بين الأم والشهيد، لم ينقطع عن العمل يومًا، حتى كان يعمل في الصالة المجاورة للأم في المصنع،  ويجمعان سويًا المرتبين لتلبية طلبات الابن الأكبر بلال والأخت الصغرى أميرة.

"محمود مندور" رغم صغر سنه هو كبير الأسرة، طعام المنزل مسئوليته وحتى مصروفات أخوته وطلبات أشقاء أمه بات هو المسئول عنها، حتى أصدقائه أكدوا أن محمود كان الملاذ من كل ضيق، وكان صاحب الرأي والنصيحة، وكان المُتحمل دائماً لكل المشكلات التي يتعرضون اليها، وبالرغم من كل ذلك لم تكن الضحكة تفارق وجه الشهيد محمود مندور.

في هذا اليوم شاهدت الأم صورة للشهيد "عبد الغني الزيني"،  وتلقت خبر قضاء محمود لجيشه في سيناء،  فما كان منها إلا أن حاولت أن تأتي بالشهيد إلى بورسعيد أو أي مكان خارج سيناء، رفض الشهيد وقال لها: "يا أمي لو جبتيني جنبك هنا وجالي كورونا ومت فتقدري تمنعي القدر، الأفضل بقى كدة ولا أموت شهيد؟ ".

لم تكن أم الشهيد تعلم ماذا تخبئ الأقدار لنجلها، حتى تلقت اتصالاً من نجلتها الصغيرة أميرة وهي في عملها تصارع الحياة وحيدة لتلبية طلبات الأسرة حتى يعود محمود ليساعدها من جديد، تبلغها بأن هناك ضابط يسأل عليها فطلبت الأم منها أن تعطيه الهاتف فأبلغها باستشهاد نجلها.

الخبر كان كالصاعقة على الأسرة فقد ذهب الأب والسند،" أخت الشهيد" لم تتوقف دموعها منذ هذه اللحظة وأكدت أنها لا تستطيع أن تتخيل أن الله قد أخذ منها شقيقها الذي كان بمثابة الأب، خاصة وأنها فقدت والدها وهي صغيرة، وكان الشهيد "محمود مندور" هو كل شئ بالنسبة لها.

الجثمان الطاهر وصل إلى محافظة بورسعيد وكان في انتظاره المئات من أبناء بورسعيد وقياداتها التنفيذية، في تلك الجنازة المهيبة التي فاح منها عطر الشهيد ورائحة دمائه الطيبة الذكية، وتم إيداع جثمانه بمقابر بورسعيد.

شقيق الشهيد الأكبر بلال،  حرص على أن يكون داخل المقبرة في إيداع الجثمان،  ويروي أنه رأى نورًا في وجهه،  الذي تحول إلى اللون الأبيض الشاهق بعدما كان قد غطته عوامل الجو وشمس سيناء.

يحكي "شقيق الشهيد"، أن قائد الكمين روى أن "محمود مندور" كان من أقوى المجندين فقد كان يتحمل مسئولية حماية الكمين بالسلاح الثقيل من أعلى نقطة،  ومع هجوم الجماعات الإرهابية بادلهم إطلاق النار، وقضى على الكثير منهم،  الا أنهم تمكنوا منه برصاص قناصة من الخلف، وظل يقاتل بعد الإصابة حتى لقي ربه.

دماء "محمود مندور" لا تظل على البيادة والزي العسكري وعلم مصر الذي غطى جثمانه الطاهر، وبالدموع تحتضن الأم البيادة وهي تقول: "دمك لسة أحمر يا حبيبي وأصحابك قالوا إنك ما توجعتش ولا قلت آه كنت راجل وصابر يا حبيبي".

دعت الأم أن ينتقم الله من كل الجماعات الإرهابية والتكفيرية، وأكدت أنها سوف ترتدي الأبيض مع القضاء على الإرهاب في سيناء،  وثمنت جهود الدولة والقوات المسلحة في مواجهة الإرهاب الأسود وجماعات الظلام.

اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، أطلق اسم الشهيد محمود مندور على إحدى المدارس الجديدة بنطاق حي المناخ، تخليداً لاسمه.

استشهد محمود مندور في بئر العبد يوم 8 فبراير الماضي، وذلك أثناء أداء خدمته العسكرية دفاعًا عن سيناء ضد جماعات الإرهاب والتطرف، استشهد وهو يواجه الجماعات التكفيرية متسلحًا بالإيمان ومؤمنًا بشرف العسكرية المصرية.

تابع مواقعنا