الإثنين 03 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عملية معقدة.. كيف نجحت مصر في العثور على أقدم سفينة تحت الماء والحفاظ عليها بيئيًّا؟ (خاص)

آثار السفينة الغارقة
تقارير وتحقيقات
آثار السفينة الغارقة بالبحر الأحمر
الإثنين 12/أبريل/2021 - 06:07 م

بعد جهود مضنية، نجحت البعثة الأثرية التابعة لكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، أمس الأحد، في الكشف عن مقدمة السفينة الغارقة بجزيرة سعدانة بالبحر الأحمر، والتي كان قد عثر على أجزاء منها عام 1994، ويعود تاريخها إلى منتصف القرن الـ18، وذلك تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، لكن كيف حافظت البيئة البحرية على هذا الكشف الأثري؟

قالت الدكتورة إلهام محمود، أستاذة البيئة وعلوم البحار بجامعة السويس، إن أي كشف أثري في البيئة البحرية لا بد من وجود أستاذ أو متخصص في علوم البحار، لأن البيئة البحرية يمكن أن تؤثر على حالة الكشف الأثري إما بالحفاظ على حالته أو التأثير سلبًا عليه.

وتابعت الدكتورة إلهام في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن هناك عدة عوامل تتدخل في حالة الآثار الغارقة تحت الماء، منها درجة الملوحة وعمق وضغط المياه، وكل تلك العوامل من شأنها أن تؤثر على حالة الأثر وبقائه أو إتلافه، وتحليله، فالأدوات الفخارية غير المعدنية فالأخيرة معرضة للصدأ أكثر.

وأكدت الحاصلة على جائزة الامتياز العلمي بإفريقيا "كوامي ناكروما" لسنة 2020، أن حالة المواد الغارقة تختلف حسب نوعها، فإذا كانت صلبة فهي تتحمل لفترة أطول، أما إذا كانت المواد الغارقة خفيفة فتصبح عرضة للتلف أو الكسر.

أما إذا كانت المواد الغارقة تحتوي على أعشاب أو طحالب، فتشير أستاذة علوم البحار إلى أنها تتحل منتجة موادًا عضوية من شأنها الحفاظ على تلك الآثار مهما كان نوعها سواء صلبة  أو معادن أو أدوات فخارية.

وأكدت أستاذة البيئة وعلوم البحار بجامعة السويس، أن مؤثرات في البيئة البحرية مثل درجات الحرارة والمد والجزر ومعامل الحمضية والقلوية في المياه، تلعب دورًا مهمًّا في حالة الأثر نفسه.

وقالت الدكتورة إلهام محمود في حديثها لـ"القاهرة 24"، إن البعثات الأثرية والفرقة البحثية التي تتولى مهمة استخراج الآثار الغارقة، لا بد من تواجد أستاذ أو متخصص في علوم البحار ضمن البعثة.

وبحسب ما صرح به إيهاب فهمي رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار، فإن بعثة الكلية عثرت على الجزء الأوسط للسفينة، إلى جانب المئات من القطع الأثرية والتي كانت على متن السفينة.

وتم اكتشاف السفينة أثناء أعمال الحفائر عام 1994، بواسطة  بعثة مركز الآثار البحرية الأمريكية، وقد استأنفت البعثة الأثرية لكلية الآداب جامعة الإسكندرية أعمالها بالموقع عام 2017، بهدف الكشف عن باقي جسم السفينة وتوثيقه باستخدام تقنية التصوير الفوتوجرامترى، وعمل نموذج دقيق ثلاثى الأبعاد للسفينة، ودراسة تصميمها وتقنية بناءها، والحفاظ على القطع الأثرية التي تم اكتشافها.

وأشارت الدراسات التى أجرتها البعثة إلى أن السفينة التي تم العثور عليها  هي سفينة تجارية يرجع تاريخها إلى منتصف القرن 18 الميلادي، وتنوعت حمولتها ما بين مئات القطع الأثرية التى تضم البورسلين، والأوانى الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الحبوب. كما كشفت الدراسات انه من المرجح أن يكون سبب غرق السفينة هو إرتطامها بالشعاب المرجانية الحادة الضخمة المتواجدة بهذا الموقع أثناء رحلتها  من مناطق جنوب شرق أسيا إلى مصر.

 

تابع مواقعنا