السبت 18 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إيران وطالبان بين مواجهة عسكرية محتملة والتصالح

إيران وطالبان
سياسة
إيران وطالبان
السبت 21/أغسطس/2021 - 09:52 م

بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، الجار الشرقي لدولة إيران، باتت طهران في أمام عدة سيناريوهات للتعامل مع الحركة، أشدها هي المواجهة المباشرة أو الدخول في حرب بالوكالة معها، بينما الوجه الآخر هو محاولة إبقاء الوضع على ما هو عليه، بلا تفاهمات تامة بين الطرفين أو خصومة علنية.

إيران وحركة طالبان كانا عدوين لعقود من الزمان، ودخلا في مواجهات عسكرية من قبل، قتلت فيها حركة طالبان عناصر من فيلق القدس الإيراني عام 1998، كما قتلت مراسلا في القنصلية الإيرانية في ذات العام، وفي ذلك الوقت كانت طالبان هي حاكم كابول، ما دفع طهران لوضع خطة لاقتحام محافظة هيرات الحدودية معها والاستيلاء عليها لجر حركة طالبان ومن ثم محاولة الوصول إلى كابول، وإسقاط حكومتها.

عداوة تاريخية بين إيران وطالبان

ومع العداوة القديمة والتاريخية التي تقوم في جزء كبير منها على الاختلاف المذهبي بين الجانبين، فحركة طالبان سنية تتبع المذهب الحنفي، بينما إيران دولة شيعية تتبع المذهب الإثنى عشري “ولاية الفقيه”، لكن هذه العداوة تقابلها محاولة حركة طالبان تقديمها نفسها على أنها نسخة جديدة مختلفة عن السابق، وهو ما يظهر منذ سيطرة الحركة على مقاليد الحكم في أفغانستان وبسط نفوذها على كامل أراضي الدولة، سواء بالتعامل مع القوات الأجنبية والرعايا الأجانب أو وسائل الإعلام أو حتى المواطنين والمسؤولين السابقين في الحكومة.

وبجانب ذلك فقد استضافت طهران في مناسبتين وفدا من حركة طالبان في يناير ويوليو الماضيين، وكان اللقاء الأخير بوجود وفد من الحكومة الأفغانية، في محولة استباقية لخروج القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، وما قد يتبعها من فراغ هناك، لذا حاولت طهران إيجاد موطئ قدم لها قبل أن تعم الفوضى، وليكون لها تواصل مع طالبان.

خيارات المواجهة العسكرية بين إيران وطالبان

تربط إيران وأفغانستان حدود مشتركة بطول 945 كم، وفي هذه المسافة معبرين حدوديين يقعان الآن تحت سيطرة حركة طالبان وهما إسلام قلعة وأبو نصر فراهي.

لكن مع هدوء الأوضاع نسبيا بين إيران وطالبان لكن لا يمكن إغفال العداوة بينهما، وهو ما يبدو أن طهران تعيه جيدا لذلك حشدت عددا كبيرا من جنودها وعتادها العسكري على الحدود مع أفغانستان، ومن هذه المعدات دبابات قتال رئيسية وناقلات جند مدرعة، كما وضعت طهران مقاتلات في هذه الجبهة في حالة تأهب قصوى، ما يعني أن إيران تستعد لأية سيناريوهات محتملة إن لم تكن تفكر في الاقتحام العسكري. 

وبخلاف العتاد العسكري الإيراني المحتشد على الحدود، فإن لدى إيران ميليشيا مسلحة مكونة من عناصر أفغانية، على غرار ميليشياتها في لبنان والعراق وسوريا، وهذه المليشيا تسمى “فاطميون” وهي مسلحة وكانت تقاتل في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد.

وتتكون ميليشيا فاطميون من مهاجرين أفغان استقروا في إيران إبان الحرب الأهلية في أفغانستان عام 1989 تم تدريبهم جيدا وتسليحهم حتى باتت ميليشيا مخضرمة وعلى درجة عالية من الكفاءة القتالية.

ولا تزال الساحة الأفغانية متقلبة وقابلة لأية تغيرات سريعة على وقع حالة الفوضى وسقوط النظام السابق وصعود حركة طالبان التي تحاول تثبيت سلطتها، وفيما يتعلق بالعلاقة مع إيران فإن الأمور غير محسومة ما بين إمكانية التعاون معا أو إبقاء الوضع على ما هو عليه أو الدخول في مواجهة مباشرة أو استخدام إيران لميليشياتها في حرب بالوكالة ولتوفير ملاذات آمنة للشيعة في أفغانستان.

تابع مواقعنا