طبيبة نفسية: الشك يعطل تفكير الإنسان السليم ويدفعه نحو جرائم بشعة
من حين لآخر، تمتلئ الأخبار بجرائم قتل زوجية، وبعد البحث والتحري، يتبين أن أحد الطرفين شك في سلوك الآخر، وهو ما دفعه إلى قتله والانتقام منه، فكيف يُؤثر الشك على سلوك الشخص؟
الدكتورة منة الله محمد، الطبيبة النفسية بمستشفى أم المصريين، تقول، إنه في كثير من الأحيان، لا تكون الجرائم الزوجية وليدة اللحظة، بل تكون نتيجة تخطيط وترتيب مسبق، حيث يوجد نوع شائع من الجرائم يُعرف في الغرب بمصطلح crimes of passion.
أضافت الطبيبة النفسية، خلال حديثها مع القاهرة 24: هذا المصطلح يُشير إلى جرائم القتل التي يتم ارتكابها بدافع الغيرة أو الشك والاندفاعية العاطفية، وقد يتوارى خلفها خلل نفسي يتمثل في ضلالات الشك، وفي حالات عديدة يمتد هذا الشك ليشمل الخيانة الزوجية، وتسمى ضلالات الشك والخيانة Delusions of infidelity.
استكم: يتم تعريفها بأنها أفكار خاطئة تُسيطر على تفكير المريض بهذا الخلل النفسي، ويصدقها ويؤمن بها بشكل غير قابل للنقاش، ويصعب تغييرها أو نفيها بالمناقشة المنطقية معه، رغم عدم وجود دليل مادي يُثبت حُدوثها بشكل قاطع.
أردفت الطبيبة النفسية: هذه الأفكار تعيق قُدرة الإنسان على التفكير السليم، وقد تدفعه لارتكاب جرائم شنيعة دون لحظة تفكير في العواقب، ودون أدنى تأنيب للضمير.
استكملت: في الطب النفسي تندرج هذه الضلالات تحت قائمة الأعراض الذُهانية، التي قد تحدث في مرض الفصام أو في نوبات الهوس في اضطراب ثنائي القطب أو في الاكتئاب الجسيم المصحوب بأعراض ذهانية.
أما عن طرق علاجها، توضح الطبيبة: من الممكن علاجها والسيطرة عليها، عن طريق العلاج الدوائي المتمثل في مضادات الذهان جنبًا إلى جنب مع جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي التي يقوم بإجرائها الطبيب النفسي المختص، ويتم فيها تدريجيًا دحض تلك الادعاءات، وإزالة تلك الأفكار واستبدالها بالأفكار المنطقية الصائبة، بحيث يتم تفادي تفاقم الحالة التي قد تؤدي لهذه النوعية من الجرائم الصادمة.
واختتمت محمد، قائلة: لا بد من نشر الوعي والإرشاد النفسي في المجتمع ككل عن تفاصيل تلك الظاهرة، وإنها تُعد من الأعراض المرضية التي تستوجب العلاج النفسي قبل وقوع الطامة الكبرى، وحُدوث ما لا يحدث عقباه.
