انطفاء نار فارس بعد ألف عام.. أحداث عظيمة وقعت ليلة ميلاد سيد البشر
نمُرّ في تلك الأيام بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل خلق الله وأحسنهم، نفسًا ورسمًا، وأعلاهم شأنًا وشأوًا، مبعوث رب الناس للناس نورًا ورحمة، والسبيل الذي يسقي الظامئين ماءً وعلمًا، جمع له الله كل جميل، وأرسله درة كل جيل، المولود في الثاني عشر من ربيع الأول الموافق 19 أكتوبر من العام 2021.
وقد وردت الكثير من الآثار والمرويات عن فضائل النبي، وشمائله صلى الله عليه وسلم، فما أعظم من أن يشهد الله في كتابه العزيز على خلقه ويمتدحه، حيث قال جل وعلا: «وإنك لعلى خلق عظيم».
ووردت الكثير من الآثار في كتب السيرة والتراث عن أحداث تزامنت مع ميلاده صلى الله عليه وسلم، وكانت بعضها معجزة، وكأنها جاءت تنبيها بميلاده، وعلامة على بدء رسالته، التي كتبها الله له من قبل خلق الخلق، ففي حديث للذهبي، رواه عن العرباض بن سارية الصحابي الجليل، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنِّي عبدُ اللَّهِ وخاتمُ النَّبيِّينَ وإنَّ آدمَ لمنجدلٌ في طينتِهِ وسأخبرُكم عن ذلِكَ دعوةُ أبي إبراهيمَ وبشارةُ عيسى لي ورؤيا أمِّي الَّتي رأت وإنَّ أمَّ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ رأت حينَ وضعتْهُ نورًا أضاءت منه قصورُ الشَّامِ.
والمقصود كما قال البيهقي، أن الله كان مقدرًا بنزوله من قبل أن يخلق أبو البشر آدم عليه السلام، وأما رؤيا أمه عليها السلام، فكانت خلال حملها، رأت في منامها من قال لها، أنك حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض، فقولي:
أعيذه بالواحد.. من شر كل حاسد
من كل بر عاهد.. وكل عبد رائد
يذود غير زائد
فإنه عبد الحميد الماجد.. حتى أراه قد أتى المشاهد.
اهتزاز إيوان كسرى ونضوب بحيرة ساوة
تروي كتب الآثار لنا أنه كان لفارس، نار عظيمة، مشتعلة لألف سنة، يقيم عليها عمال مخصوصون، مهمتهم تزويدها بالحطب ووسائل إشعالها، فحدث ليلة ميلاده صلى الله عليه وسلم، أن انطفأت هذه النيران، وصاحب انطفاءها اهتزازة شديدة في إيوان كسرى سقط على إثرها من الإيوان أربع عشرة شرفة، وانحسرت مياه بحيرة ساوة، تلك البحيرة التي كانت تستمد ماءها من غير نهر ولا مطر، وكانت لا تنضب أبدًا.
