سباح مصري عبر بحر المانش بيد واحدة: الإعاقة الحقيقة في العقول وليست بالجسد

ضرب البطل مصري الكابتن خالد شلبي، وكيل الاتحاد الإنجليزي لعبور المانش، أروع الأمثلة في التحدي والإصرار والعزيمة، رغم إعاقته الجسدية منذ الطفولة والتي لم يهتم بها، واستطاع أن يكتب اسمه بحروف من ذهب في عالم السباحة وكرة اليد، حيث عبر المانش بيد واحدة خلال سباحته 16 ساعة كاملة دون توقف، واشترك في سباقات السباحة الخيرية من أجل دعم مرضى السرطان.

عانى الكابتن خالد شلبي منذ ولادته من إعاقة جسدية، بسبب إصابته بشلل كامل وضمور في ذراعه الأيمن، واعوجاج بالعمود الفقري، ولكن لم يتركه والده لحظة واحدة وقرر البحث عن مواهبه المدفونة، وأصر على أن يُعلمه السباحة وكرة اليد في سن الرابعة من عمره مع أشقائه الأصحاء، ليحقق إنجازات ملحوظة في تحدي كبير للإعاقة.

وقال الكابتن خالد شلبي: إني تعلمت السباحة في سن الرابعة من عمري وحصلت على بطولة الجيزة للسباحة تحت 10 سنوات حتى 16 عامًا بيدًا واحدة، وبعدها التحقت بالجامعة وحصلت على بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة، بالإضافة إلى ماجستير في محاسبة التكاليف.

وكشف السباح المصري العالمي عن فترة المراهقة قائلًا: عند بلوغي 16 عامًا كنت أول لاعب كرة يد، بيد واحدة فقط، وبعد سن 18 عامًا عدت مرة أخرى لتدريب السباحة، وسمعت في ذلك الوقت عن محاولات عبور المانش، ولم أعتبر نفسي يومًا من ذوي القدرات الخاصة، وكنت أشكر الله على وجود ذراعي الأيسر لأنه لم يجعلني يومًا أشعر بأنني عاجز.

أما عن الكلمات السلبية والإحباط، أوضح شلبي: بعد أن بدأت التمرين من خلال نادي التوفيقية على عبور المانش، في البداية سمعت بعض الكلمات السلبية مثل: أنت حالتك صعبة علشان بتعوم بيد واحدة، السباحة في بحر المانش تعتمد على المسافات الطويلة هتعمل إيه؟ لكنني لم أهتم بكل هذه الأحاديث والأقاويل، وقررت أن أتدرب رغم أنني أسبح بـ 40% فقط من طاقة الجسم بأكمله بسبب إعاقتي، ولكن بفضل السعي المستمر تدربت بشكل جيد.

أضاف: سجلت في عام 1983 أول محاولة في العالم لسباح يسبح بيد واحدة لمدة 16 ساعة و20 دقيقة دون توقف ودون راحة، وحتى الطعام والشراب كان يتم إدخاله للبحر.

وعن نظرة المجتمع، فقال وكيل الاتحاد الإنجليزي لعبور المانش: كانت عبارة عن نظرات شفقة فقط، وترديد كلمات كالحلو ميكملش، ودائمًا ما كنت أرى أن الإعاقة الحقيقية في العقول وليست بالجسد.