السبت 01 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمد سلماوي يسرد محطات من حياته وعلاقته بنجيب محفوظ في صالون الجزويت

جانب من الصالون
ثقافة
جانب من الصالون
الخميس 28/أكتوبر/2021 - 04:43 م

نظم صالون الجزويت، أمس الأربعاء، لقاءا مع الكاتب الكبير محمد سلماوي، بمسرح ستوديو ناصيبيان التاريخي، الملحق بمقر جمعية النهضة العلمية والثقافية جزويت القاهرة بالفجالة.

محمد سلماوي

ويحتفي الصالون بأحدث إصدارات سلماوي، الجزء الثاني من مذكراته العصف والريحان، الصادر مؤخرًا عن دار الكرمة، والذي وجد احتفاء كبيرًا من القراء شأن الجزء الأول، الذي صدر عام 2017 بعنوان يوما أو بعض يوم عن دار النشر نفسها، وجاء كوثيقة تاريخية نوعية لافتة وممتعة في قراءتها يستكملها الكاتب في الإصدار الجديد، لتصير شهادة طويلة على عدة عصور.

وحضر اللقاء، الأب وليم سيدهم، والإعلامية دينا عبد الرحمن، واسامح سامي رئيس قسم الثقافة بجريدة الشروق والكاتب أسامة الشاذلي.

جانب من الصالون

افتتح اللقاء الكاتب هشام أصلان، بقوله إننا نحتفي اليوم بإصدار الجزء الثاني من مذكرات سلماوي، العصف والريحان بعد أربعة سنوات من صدور يوما أو بعض يوم، ليوضح أصلان أنه يميل إلى كتب السير الذاتية والمذكرات، نظرا إلى أن الشخص لو قرأ سيرة ذاتية لآخرين لديها تجارب في الحياة ومسيرة مشرفة، فذلك بمثابة إضافة أعمار أخري إلى عمرك، وحينما تقرأ سيرة شخص فأنت تقرأ عمره في كتاب، وخصوصا لو كان الشخص مشتبكا مع الحياة بشكل كبير.

وأشار أصلان، إلى أن سلماوي ليس مشاركا عاديا في المشهد الثقافي وإنما أحد صناعه ومحركيه الأساسيين، وذلك منذ بدايات دراسته، مرورا بكونه صحفيا، ثم كاتبا مسرحيا، وتوليه مناصب تأسيس ورئاسة تحرير الأهرام إيبدو، وتكوينه للعديد من العلاقات الثقافية الثرية في قطاع الثقافة، وترأسه لاتحاد الكتاب المصريين، ثم اتحاد كتاب العرب، والمشاركة التاريخية في كتابة الدستور، ليشدد أصلان على أن كافة الأماكن التي عمل بها سلماوي، قد نجح في أن يترك بها أثره وبصمته.

جانب من الصالون

وجه أصلان تساؤلًا لسلماوي، عن الكيفية التي تصالح بها مع الفترة الناصرية، رغم أن قرار التأميم حينها كان له تأثيرات مباشرة على أسرة سلماوي، وحال دون سفره للدراسة في الخارج، وأنه رغم ذلك، كان سلماوي ضمن من احتشدوا في الشوارع لمنع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن التنحي.

الكاتب محمد سلماوي

استهل سلماوي حديثه، بالتأكيد على اعتزازه بهشام أصلان، والمكانة التي يحتفظ بها له ولوالده الراحل إبراهيم أصلان، قبل أن يوضح موقفه من الفترة الناصرية، وأنه ليس علينا أن ننظر للأمور بشكل أحادي، أو أن نتعامل كما لو أننا أمام الأبيض والأسود، فلا أكون مع حاكم أو ضده على الدوام وعلى طول الخط وبشكل مطلق، قد أرى في إحدى الفترات إيجابيات ما ولا يحول ذلك دون وجود سلبيات وملاحظات.

محمد سلماوي

وتابع: ما حال دون اتخاذي موقفا عدائيا حادا من الرئيس عبدالناصر وقرارات التأميم، هي طريقة تعامل والدي مع تلك القرارات، اجتمع بنا الوالد أنا وإخوتي وأكد لنا أن عبد الناصر لم يأخذ هذه الأموال له ولأولاده ولكن لتحقيق العدالة الاجتماعية، فكان من اليسير علينا أن نتفهم هذا الموضوع، فبالتالي لم أشعر بالمرارة التي شعر بها باقي أصدقائي في تلك الفترة، وكرر أن والده هو السبب الرئيسي في عدم الشعور بهذه المرارة.

وأكمل متحدثا عن سنوات التكوين: أنا وجيلي كبرنا على أن عبد الناصر يطالب بالقومية العربية والوحدة العربية والعدالة الاجتماعية وأننا سنتحدى أمريكا ونبني السد العالي، وأن يكون لمصر مكانة رائدة في العالم العربي كله، لذا فكان المناخ العام الذي نشأت فيه محفزا على وضع مصلحة الوطن والأمة العربية في المقدمة، فوق مصلحتي الشخصية.

جانب من الصالون

وأكد سلماوي، أنه لم ينتمي إلى دولة عبد الناصر، لم يشترك في الاتحاد الاشتراكي أو التنظيم الطليعي، ولكن تأثر بفكر عبد الناصر ومبادئه ومثله العليا التي غرزها في جيل كامل، وبلا شك أن دولة عبد الناصر كان لها أخطاء وانتقادات.

وجه هشام أصلان تساؤلا لسلماوي، من وحي ما جاء في العصف والريحان، عن متى يطمأن الكاتب إلى وصوله لمحطة ختامية يكتب فيها مذكراته بأريحية، وعن الفارق بين السيرة الذاتية والمذكرات، ليجيب سلماوي: بأن السيرة الذاتية هي سرد لتاريخ حياة الكاتب نشأته وعمله، ولكن المذكرات مختلفة حتى لو كان بينهم نقاط تماس مشتركة، موضحا أن المذكرات هي ذكرياتك ومشاعرك عن وقائع معينة هامة مررت بها في حياتك.

وأردف: أرى أن حياة الانسان مراحل، لا بد أن يدرك أن هناك مرحلة في نهاية حياته، بعدما يكون قد أنجز ما استطاع إنجازه، لا بد أن ياخذ آخر سنواته للراحة، وهذا الفكر منتشر في الغرب، فالمعني الحقيقي للحياة يظهر عندما ننظر للحياة بنظرة تأملية، وشخصيا: كان يسيطر علي فكرة أنني عند سن معين لا بد ان اتنازل عن كل التزاماتي، وآخذ سنواتي المتبقية لنفسي من غير أعمال رسمية، وعند سن الـ 70 قررت أن أترك كل شئ، فأنا وصلت لمرحلة من النظرة التاملية والتحرر من الروتين اليومي.

وأضاف سلماوي: حينما دخلت لجنة الدستور أضفت فصلا في دستور مصر عن الثقافة، وعدت فيه لأول وثيقة خاصة بالخديوي إسماعيل، وهي من الأشياء التي أعتز بها لأنني كتبت فصلا في الدستور، ومصر بنت مجدها كله بالثقافة، بالقوى الناعمة، بالمعمار والفكر والفن، كل هذه الأشياء هي التي صنعت مجد مصر إلى يومنا هذا.

وواصل: الثقافة حق للمواطن وعلى الدولة أن توفر هذا الحق لكل المواطنين بغض النظر عن القدرة المالية والموقع الجغرافي، الدستور فرض على الدولة أن الكتاب يكون في متناول كل مواطن وأن الدولة عليها أن تدعم الكتاب، وأن تكفل الخدمة الثقافية لكل مواطن.

تطرق بعدها هشام أصلان، إلى علاقة سلماوي بنجيب محفوظ، قائلا: إن الشائع والمعروف أن سلماوي ألقى خطاب الأديب نجيب محفوظ في نوبل، ولكن الأصل أن هناك علاقة كبيرة بينهما، فعندما تعرض نجيب للحادثة المعروفة طلب منه نجيب عندما كان لا يستطيع كتابة مقاله في الأهرام أن يجعلها حديث صحفي كل اسبوع، وهنا يتعين علينا سؤال عن سبب عدم الإتيان على ذكر سيرة وفاته في العصف والريحان.

أجاب سلماوي: كتبت عن رحيل نجيب محفوظ بشكل مفصل، كتبت عنه كتاب بإسم المحطة الاخيرة، يورخ للـ 45 يوم الاخيرة من حياته في المستشفى، لذلك لم أكتب عن وفاة ورحيل نجيب محفوظ في مذكراتي، لاني كتبته بشكل مستفيض وموثق في عمل منفصل.

وتابع: الناس اكتشفت علاقتي بنجيب حينما اختارني لقراءة بيان الفوز بالجائزة، وأن أكون ممثله الشخصي في نوبل، لكن العلاقة بيننا راسخة من قبلها، كان هناك وقائع كثيرة أخرى مشتركة، ففي إحدى المرات كلفني بمهمة تنم عن ثقة، وهي أن "أصنع له ختم رسمي باسمه شخصيا، لكي يختم به الأوراق الهامة، وقمت بعمله فعلا في أحد محلات بشارع محمد علي، وذلك بسبب تأثر يده وعدم قدرته على الكتابة والتوقيع بشكل جيد.

توجه بعدها هشام أصلان بسؤال عن كواليس وفاة نجيب محفوظ، وما أثير عن أن النعش الذي ذهب الحسين كان غير النعش الاصلي، أو كان فارغا، نظرا لاعتبارات أمنية متعلقة بأن الرئيس مبارك سيسير خلف هذا النعش في جنازة عسكرية، فأجاب سلماوي: لم يحدث ذلك مطلقا، أنا كنت شاهدا علي الأحداث، أول جهة تم تبلغيها بوفاته هي الرئاسة لتحضير جنازة عسكرية لأنه حاصل على قلادة النيل، واخبرتهم إنه كان لديه وصية أن يتم الصلاة عليه في الحسين، وبالفعل تم عبور الجنازة من الحسين ثم تسلمتها الرئاسة لعمل جنازة عسكرية لجثمان نجيب محفوظ.

من جانبه، سأل الأب وليم سيدهم رئيس مجلس إدارة جزويت القاهرة، بعد الترحيب بسلماوي، عن دور المثقفين في مصر في ترقية المجتمع، ليجيب سلماوي: نطلب من المثقفون أدوارا ونسقط عليهم مسؤوليات ليست من صميم أدوارهم، ولكن بالطبع عليهم التفاعل مع الواقع، والمشاركة في الأحداث الهامة كالثورات وفترات التحول، هو ما فعلناه لدرجة أنه قد يسلبنا حريتنا في بعض الأحيان.

تابع مواقعنا