قطر وأمريكا وروسيا والصين وألمانيا وكندا.. 2021 ساحة لحرب الجواسيس حول العالم
الجواسيس.. كلمة نسمعها دائمًا ويستغلها مخرجو السينما من أجل إطلاق فيلم أو عمل درامي يجذب آلاف المشاهدين، والتاريخ التلفزيوني يشهد التفاف الجميع لمشاهدة المسلسلات البوليسية التي تروي قصص الجواسيس والعملاء المشتركين.
تحول عام 2021 إلى قصة بوليسية حقيقية والعالم أصبح ساحة لحرب الجواسيس والعملاء المزدوجين، وأصبحت الدول الكبرى تلجأ إلى التجسس على جيرانها من خلال البشر.
التكنولوجيا أصبحت تحل محل العنصر البشري في كل مناح الحياة ولكن لا يزال التجسس يستعين بالعنصر البشري كونه الأهم لجلب المعلومات السرية والمخبأة.
روسياVS ألمانيا وبريطانيا وسيط
شهر أغسطس الماضي، ألقت السلطات الألمانية القبض على موظف بسفارة بريطانيا في برلين واتهمته بالتجسس لصالح روسيا، حيث وجهت له ألمانيا اتهامات رسمية بالحصول على وثائق سرية خاصة بروسيا مقابل الحصول على مبالغ طائلة من موسكو.
ديفيد سميث مواطن إنجليزي يبلغ من العمر 57 عامًا ويعمل في سفارة بريطانيا ببرلين، قرر التعاون مع الحكومة الروسية لتسريب معلومات وبيانات ووثائق سرية خاصة بألمانيا وتقديمها لموسكو على طبق من ذهب.
من جانبها رفضت ألمانيا تسليم الجاسوس إلى بريطانيا كي يتلقى هناك عقابه الرسمي أو الخضوع لمحاكمة عادلة في بلاده، وأصرت على الإبقاء عليه، مشيرًة إلى أن القوانين التي تفرض ترحيل المتهمين بالتجسس لتلقي المحاكمة في بلادهم ضعيفة للغاية.
لم تستسلم روسيا لتعليق مهمة الجاسوس البريطاني في ألمانيا وبدأت تعمل جاهدة لتجنيد جواسيس أخرى، حتى لا تتوقف المهمة عند هذا الحد.
وتمكنت بالفعل من تجنيد مواطن ألماني يدعى جيف- لم يتم الإفصاح عن اسمه كاملًا مثلما يحدث دائمًا في ملفات الجاسوسية- كان يعمل بإحدى الشركات الأمنية الألمانية وتمكن من تسريب العديد من المعلومات الخاصة بألمانيا إلى السفارة الروسية.
ما هي المعلومات المُسربة؟
سلم الموظف الألماني CD عليه 300 وثيقة خاصة بتصميمات وخطط تنفيذ مباني البرلمان الألماني، إلى الملحق العسكري بالسفارة الروسية بألمانية، والذي كان يعمل داخل جهاز المخابرات الروسية في نفس الوقت، وفقًا لما أعلنته صحيفة لو فيجارو الفرنسية.
وعليه قضت المحكمة الألمانية بالسجن عامين مع إيقاف التنفيذ على جيف.
جرائم قتل في برلين بأوامر من روسيا
لم تتوقف الأزمة بين روسيا وألمانيا عن هذا الحد، بل قضت محكمة ألمانية، خلال شهر ديسمبر الجاري، بالسجن مدى الحياة على فاديم كراسيكوف المواطن الروسي، البالغ من العمر 56 عاما، بتهمة قتل مواطن شيشيني يُدعى زيليمخان خانجوشفيلي في العاصمة برلين.
وأقرت المحكمة الألمانية بأن جريمة القتل تمت بتخطيط من السلطات الروسية وبأنه تم إطلاق الرصاص عليه من قبل روسيا من خلال مسافة قريب،. بينما أفادت الصحيفة الأمريكية أن المواطن الألماني الذي تم قتله من قبل الروس، هو أحد المحاربين القدامى الذين خاضوا الحرب ضد روسيا في أوائل الألفينات.
الصين VS كندا برعاية أمريكا
ألقت السلطات الكندية القبض على المديرة التنفيذي الصيني لشركة هواوي بكندا مينج وانزهو بسبب انتهاك الشركة للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية بعدم التعامل مع إيران ضمن العقوبات المفروضة بسبب السلاح النووي، ولكن تم القبض على وانزهو ومعاقبتها شخصيًا، بدلًا من رفع قضية أو معاقبة شركة هاواوي ككيان، مثلما حدث من قبل ودفع بنك ألماني كبير غرامة مالية وفصل 6 من العاملين بالبنك على خلفية إتمام معاملات مع إيران.
وكشفت صحيفة الجارديان الأمريكية أن مينج وانز التي تم القبض عليها في قضية اختراق العقوبات المفروضة على إيران، عن طريق إتمام معاملات مع إيران من خلال بنك HSBC، هي ابنة رين زينجفي مؤسس شركة هاواوي أي أرادت الولايات المتحدة استهداف بطل من أبطال الصين من خلال كندا.
مرت أيام قليلة وقررت بكين الانتقام والضغط على كندا، وعليه ألقت السطات الصينية القبض على رجل أعمال كندي شهير يُدعى مايكل سبافور وحكمت عليه بالسجن 11 سنة بتهمة التجسس على الصين لصالح بلاده في ملف الجواسيس
غليان وتوتر يسيطر على الأفق، إلى أن لجأت الصين وكندا إلى طاولة المفاوضات لعقد اتفاق وصفته صحيفة الجارديان بأن الجميع سيخرج منه «خاسرين».
وتمكنت الولايات المتحدة والصين وكندا التوصل إلى اتفاق يقضي بإفراج كندا عن مينج وانز هو وعودتها سالمة إلى بكين مقابل اعترافها باختراق اتفاق العقوبات المفروضة على إيران، ومن جانبها تفرج الصين على الدبلوماسي الكندي مايكل كوفريج ورجل الأعمال الكندي مايكل سبافور.
روسيا VS بريطانيا
يبدو أن روسيا تمتلك نصيب الأسد من ملفات التجسس خلال 2021، التقطت شبكة مارين ترافيك، المتخصصة في رصد التحركات البحرية المختلفة، دخول سفينة تجسس روسية إلى القناة الإنجليزية، في اتجاهها إلى الشمال.
وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن سفينة يانتار الروسية، تُعرف بالانخراط في أعمال تجسسية مُختلفة في أعماق البحار والمحيطات، حيث تحتوي على غواصات تهبط إلى أعماق المحيطات، وتلتقط صورًا بعينها، وتجمع أشياءً من هذه المناطق.
كما أنه من المتعارف عليه أن هذه السفينة متخصصة في إتمام عمليات حاسمة خاصة بالبنية التحتية وبالقرب من كابلات الإنترنت، مشيرةً إلى أنها قادرة على قطع هذه الكابلات، لافتة إلى أنه تم التقاط هذه السفينة بالقرب من كابلات الإنترنت في أيرلندا.
بريطانيا تنتقم
بريطانيا لم تعلق تعليقا مباشرا على احتمالات قيادة موسكو لحملات تجسس ضدها، ولكنها استغلت وثائق باندورا التي ظهرت مؤخرًا والتي كشفت صفقات مشبوهة وتهرب ضريبي للعديد من الشخصيات الكبرى وعلى رأسهم فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، في حسم الأوضاع المعلقة فيما يخص غزو أوكرانيا.
قالت ليز تراس وزيرة خارجية بريطانيا إن جميع خيارات العقوبات التي يمكن تطبيقها على روسيا مطروحة على الطاولة إذا ما تمت عملية غزو أوكرانيا بالفعل.
وأكدت وزيرة خارجية بريطانيا، خلال اليوم الأخير من اجتماعات وزراء خارجية مجموعة دول السبع المعقود في مدينة ليفربول الإنجليزية، أن الثمن الذي ستدفعه روسيا حال قررت غزو أوكرانيا بالفعل، سيكون باهظًا، ولوحت وزيرة الخارجية إلى إمكانية لجوء بريطانيا إلى احتمالية تعديل قوانين بريطانيا الخاصة بمكافحة تبييض الأموال التي يعتقد البعض أن النخبة الروسية تستغلها من أجل إخفاء الأموال، مشيرًة إلى أنه سيتم فرض عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا حال غزو أوكرانيا.
وهو ما يعيد إلى الأذهان وثائق باندورا
وثائق باندورا: كيانات وهمية باسم بوتين وعشيقة لا يعلم أحد عنها شيئا
المجتمع الدولي شهد واحدة من أكبر التسريبات التي قد يعيشها المجتمع الدولي، فضحت تسريبات باندورا عددا من الرؤساء ورجال الأعمال والفنانين والسياسيين المشهورين الذين يملكون كيانات وهمية عن طريق الاستفادة من منطقة في بريطانيا، من بينهم فلاديمير بوتين الرئيس الروسي.
وكشفت وثائق باندورا امتلاك فلاديمير بوتين الرئيس الروسي ثروات هائلة، لم يتم الإعلان عنها من قبل.
وأفادت وثائق باندورا بأن الرئيس الروسي يقود شبكة اقتصادية دون أن يتم ذكر اسمه فيها بشكل رسمي ولكنه هو صاحبها الأوحد واسمه مذكور بصورة سرية وقالت وثائق باندورا إلى المقربين من الرئيس الروسي أصبحت لديهم أملاك ضخمة بشكل مفاجئ على الرغم من أن وضعهم المادي والاقتصادي والاجتماعي ضعيف مقارنًة بما يملكونه الآن ولكنهم حققوه من اقتصاد الشركات الوهمية.
كشفت الوثائق أن فلاديمير بوتين لديه عشيقة سرية غير زوجته، تدعى سفيلتانا كريفونوجيخ وتبلغ من العمر 46 عام، أصبحت ثرية ثراء فاحش عن طريق الشركات الوهمية عقب علاقتها مع الرئيس بوتين.
سيلفانا تابعة لأسرة بسيطة من عامة الشعب الروسي، وكانت تسكن في منزل صغير متوافق مع الظروف الاجتماعية لأسرتها ومستواها الاجتماعي. ارتبطت سيلفانا بالرئيس بوتين وكانت عشيقته منذ أن كان نائب في بلدتها بسان بطروسبرج.
قطر والمخابرات الأمريكية VSكأس العالم
أسوشيتد برس الأمريكية كشفت أن قطر تستخدم عميلا سابقا بوكالة الاستخبارات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية CIA من أجل الحفاظ على فرص استضافتها لكأس العالم 2022.
قطر استخدمت ضابطًا سابقًا بالاستخبارات الأمركية يُدعى كيفين تشالكر، وعينته في منصب مسئول تنظيم، وتمكنت من خلاله التجسس على الدول المنافسة على الحصول على استضافة كأس العالم، والفرق المنافسة وشخصيات كرة القدم الهامة الذين ساهموا في اختيار الفائز بتنظيم كأس العالم منذ 2010.
كما استمر تشالكر في منصبه مع الدولة القطرية لمتابعة جميع الأنباء المتداولة وتحسين صورة الدوحة في مجتمع كرة القدم، وشملت أعمال المراقبة التي قادها تشالكر لصالح قطر، إداخال أحد الأفراد على أنه مصور صحفي كي يتعرف على عروض الدول المنافسة، وفي الوقت ذاته ينشر صور لسيدات جذابة عبر فيسبوك، ولكن الحقيقة هي رغبته في الوصول إلى هدفه.
كما حاول تشالكر ومسئولون من قطر الوصول إلى سجل المكالمات الهاتفية لأحد مسئولين الفيفا الرسميين على الأقل قبل عملية إعلان الفائز في 2010.
