السبت 18 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في أولى محطاتها الخارجية.. لماذا اتجهت طالبان نحو طهران في مستهل زياراتها؟ | تقرير

حركة طالبان-صورة
سياسة
حركة طالبان-صورة أرشيفية
الإثنين 10/يناير/2022 - 07:08 م

مسار دبلوماسي جديد تقوده حركة طالبان المسلحة خارج أفغانستان، نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كأول رحلة دبلوماسية خارجية لقادة الحركة المسلحة منذ سيطرتها على مقاليد الحكم بأفغانستان.

وتعد إيران أول محطة للحركة المسلحة خارج حدودها، رغم عدم اعتراف طهران بسيطرة طالبان على الحكم، بعد سقوط نظام الرئيس السابق أشرف غني.

فلماذا اتجهت طالبان نحو إيران في أولى محطاتها الخارجية؟ وهل هذا التقارب يعد اعتراف من إيران بالحركة الأفغانية؟ ولماذا ذهبت طالبان لطهران تزامنا مع بدء مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني مع أمريكا؟، وهل للبشتون الأفغان علاقة بين تقارب طهران وكابول.

 

تحركات طالبان الخارجية

الدكتور عارف الكعبي، الناشط الأحوازي، ورئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز قال لـ القاهرة 24، إن حركة طالبان من حيث العقيدة تختلف اختلافا جذريا عن ولي الفقيه بإيران، لكن بعد سقوط حكومة طالبان على يد الأمريكان في التسعينيات، إيران كانت لديها مشاكل أيضا مع واشنطن، وفي هذه الفترة كان هناك تنسيق أمني عسكري بين طالبان وطهران، حينما كانت طالبان تحارب التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة آنذاك، وكذلك تهريب بعض قادة القاعدة إلى طهران وتحريك بعض العناصر من أفغانستان إلى بلدان أخرى، كلها كان بالتنسيق بين طالبان والحرس الثوري الإيراني، وبالتالي فطهران لديها خبرة كبيرة جدا في كيفية التعامل والتعاطي والتنسيق مع الحركة الأفغانية المسلحة.

أضاف الكعبي: حينما وصلت طالبان إلى سدة الحكم في أفغانستان خلال الأشهر الفائتة، تخوفت إيران من وصول الحركة لعدة أسباب، أولها: أن حركة طالبان الآن ذات قالبية ساحقة من البشتون، وبالتالي فالحكومة الأفغانية التي انهارت ذات غالبية طاجيكية وبالتالي فالطاجيكيون من حيث اللغة والثقافة قريبون جدا من الثقافة واللغة الإيرانية، رغم كونهم من السنة، أيضا ثمة تخوف إيراني آخر من طالبان، هو بسبب انهيار المجموعات الإيرانية التي كانت تمثل قوة الشاه أحمد مسعود، رغم تعويل إيران كثيرا على الروس والصين والباكستان، لترويض حركة طالبان، بحيث تهدئة الحركة أكثر وألا تمس أمن طهران القومي.

وحول إرسال طالبان وزير خارجيتها إلى طهران في الوقت الحالي، أشار الكعبي إلى أن طهران قد تعترف رسميا بحركة طالبان، فوصول وزير خارجية الحركة لطهران هو بالأساس اعتراف بالحركة لحكم أفغانستان، الأمر الآخر أن حركة طالبان بها أفرع كثيرة، ومنها شبكة حقاني، وهم فصيل من البشتون السنة المناهضون للمشروع الإيراني وللفكر الصفوي، وهم الطرف الأهم الموجود داخل طالبان المناهض لإيران، ويمثل البشتون وزير داخلية طالبان وهو الرجل الأقوى داخل الحركة، ولديه كل الصلاحيات داخل الحركة المسلحة.

 

فزاعة البشتون

وتابع: وصول شخصية تابعة للبشتون ومناهضة لإيران، هو أمر مزعج بالنسبة للإيرانيين، ومن ثم تسعى طهران عبر التقارب الأخير لإحداث مناورة داخل طالبان واختراق الحركة، لتسيطر على أي خلاف يمكن أن تسببه شبكة حقاني لولاية الفقيه، وما حدث مؤخرا من اشتباكات قبل أسابيع على الحدود الإيرانية الأفغانية خير دليل على ذلك، خصوصا وأن تلك الاشتباكات الحدودية كان يشرف عليها وزير داخلية طالبان نفسه، قائد شبكة حقاني.

وأنهى الكعبي حديثه: أيضا النقطة الأهم التي دفعت إيران للتواصل مع حركة طالبان، هي قضية البلوش الإيرانيين، فهناك أيضا بلوش يحاربون إيران على الحدود الإيرانية الباكستانية، وأيضا بلوش يحاربون طهران على الحدود الأفغانية الإيرانية، وهناك بلوش أفغان يحاربون مع البلوش داخل إيران نفسها، ومن ثم رأت طهران ضرورة التقارب مع طالبان، لدفع قادة الحركة للسيطرة على جيوب البلوش التي تحارب الإيرانيين.

قال الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الآسيوية، سمير حسين أبو زعقوق، لـ القاهرة 24، إن زيارة  وزير خارجية طالبان لـ طهران لا تعني تقاربًا، قد تكون نوع من الاستسلام للأمر الواقع، خصوصًا بعد ما قدم الحليف الهندي لإيران مساعدات لأفغانستان لتخطي هذه المرحلة الصعبة، وبالتالي فإيران تبحث عن موضع قدم في هذا الباب، لكن بشروطها، فما بين إيران وطالبان ما طرّق الحداد، فطهران كانت المساعد الرئيسي لاحتلال الأمريكان لأفغانستان، وهذا اعتراف أكبر هاشمي رافسنجاني رئيس مشخص مصلحه النظام الإيراني.

 

شؤون اللاجئين الأفغان

وأوضح زعقوق، أن الغرض من زيارة وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، كان واضحًا، وهو بحث شؤون اللاجئين الأفغان في إيران، وهو الهدف الرئيسي، وهذا عبّرت عنه وسائل إعلام إيرانية عندما ذكرت أن السلطات الإيرانية ستسلم السفارة الأفغانية في طهران إلى حكومة طالبان بهدف معالجة أوضاع المهاجرين الأفغان في إيران، وبالتالي هذا لا يعني اعتراف إيران بحكومة طالبان، فلم ولن تعترف إيران بالحكومة الجديدة التي شكلتها طالبان بعد توليها السلطة إثر الانسحاب الأمريكي السريع في منتصف أغسطس، ولا هي على وشك الاعتراف بحكومة طالبان، حسب ما قاله الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي لسنا على وشك الاعتراف بحكومة طالبان.

وأكمل زعقوق حديثه قائلا: إيران تسعى لنسبة الشيعة في الحكومة، وهذا لم ولن يحدث، ووضح هذا من تصريحات الناطق باسم الخارجية الإيرانية والذي قال يجب أن تتشكل في أفغانستان حكومة جامعة تعكس التنوع العرقي والديموغرافي. وأيضًا تنتظر إيران اعتراف دولي بحكومة طالبان، فهي تأمل في أن تتحرك الهيئة الحاكمة في أفغانستان باتجاه يمكن عبره الحصول على الاعتراف الدولي، 

ومعروف موقف إيران بعد إعلان طالبان حكومة كل أعضائها من الذكور المنتمين للحركة وغالبيتهم من عرقية البشتون، ساعتها، أبدت طهران أسفها لكون التشكيلة لا تمثل جميع الأفغان، داعية إلى حكومة ممثلة للتنوع.

وتابع: أما ورود تصريحات حول مناقشة قضايا سياسية واقتصادية ذات صلة بين البلدين، فهو من باب العرض، فقد استبق الناطق باسم وزارة الخارجية، عبد القاهر بلخي، وصول وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي إلى طهران بسلسلة تغريدات له على موقع تويتر، قائلًا إن وفد طالبان خلال الزيارة سيناقش مع القيادة الإيرانية قضايا سياسية واقتصادية، علاوة على التباحث بشأن التنقل التجاري بين البلدين، كل ذلك كلام دبلوماسي لا يرقى لمشروع اتفاقية.

 

جبهة المقاومة

وقبل ساعات، قال مصدران لقناة أفغانستان إنترناشونال، إن وزير خارجية طالبان أمير خان متقي يزور إيران بدعوة من الحرس الثوري، وسيلتقي زعيم "جبهة المقاومة" أحمد مسعود في طهران.

ووصفت القناة المصدرين بالمطلعين ولم تكشف عنهما، وأضافت أن وزير خارجية طالبان سيلتقي أيضًا إسماعيل خان حاكم ولاية هرات السابق.

يذكر أن الحرس الثوري يقيم علاقات مقربة مع زعماء المعارضة ضد طالبان، ولم تعترف إيران بالحركة التي هيمنت على الحكم بقوة السلاح. 

وقبل يوم، أعلنت طالبان أن وزير خارجيتها وصل طهران يوم السبت لبحث ملف اللاجئين الأفغان والأزمة الاقتصادية المتنامية، في أول زيارة من نوعها للبلد المجاور، منذ استيلاء الحركة المسلحة على السلطة في أفغانستان.

ووفق تقارير دولية، قال المتحدث باسم وزارة خارجية طالبان عبد القهار بلخي على تويتر إن الزيارة تهدف لإجراء محادثات في قضايا سياسية واقتصادية وعبور اللاجئين بين أفغانستان وإيران.

وأوضح في تصريحات صحفية، أن وفد طالبان برئاسة وزير الخارجية أمير خان متقي شارك في لقاء أول مع مسؤولين إيرانيين.

في المقابل، أوضح الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحفي قبل يوم، لسنا على وشك الاعتراف بحكومة طالبان. 

وأضاف "نأمل في أن تتحرك الهيئة الحاكمة في أفغانستان باتجاه يمكن عبره الحصول على الاعتراف الدولي، مكررًا موقف بلاده الداعي إلى تشكيل "حكومة جامعة تعكس التنوع العرقي والديموغرافي.

وتواجه أفغانستان إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية والإنسانية في العالم، بعدما تعرضت البلاد لموجة من الاضطرابات، أعقبها هجوم من الحركة المسلحة لتسيطر بعدها على كامل مؤسسات الدولة، بعدما انهار الجيش الأفغاني أمام مسلحي طالبان.

تابع مواقعنا