أغرب ريمونتادا في التاريخ.. مدرب يُسجل هدفين ويُصاب بـ 6 غرز بالشرقية
كعادتها وعادة صفتها الساحرة تظل كرة القدم من الظواهر الخارقة ربما في تاريخ البشرية جمعاء؛ فهي اللعبة التي ألفت بين شعوب ونجحت فيما فشلت فيه السياسية والحروب، وهي كذلك المستديرة التي تسببت يومًا في فرحة أمم بهدفٍ ربما جلب بطولة أو تذكرة صعود لأيٍ من البطولات، أو آلام وسخط وحزن تجاه مدرب أو لاعب تسببوا لحظةٍ بتشكيل غير موفق أو بإضاعة فرصة في تفويت الفرحة على أهل بلد أو مشجعو فريق أو منتخب في الفوز أو الاحتفال باحتضان الكرة لشباك المنافس، إلا أن كل ما تقدم وضُرب من أمثلة ربنا كان أقل وطأة وأكثر غرابة مما فعله مدير فني لواحد من فرق المظاليم حين قرر فجأة أن يكون هوَّ التغيير الأخير لفريقه وبدلًا من إصدار التعليمات من المنطقة الفنية نزل إلى أرض الملعب ليحول دفة النتيجة من الهزيمة إلى الفوز والظفر بالثلاث نقاط.
حمادة علوان.. اسم تلألأ وبذخ في عالم الشهرة والنجومية بين عشيةّ وضحاها، وحصد في سويعات ما لم يلقاه من شهرة أو مجد حين لعب لسنوات في فريق كرة القدم الأول بنادي طلائع الجيش، ومن قبل نادي المنصورة، لكنها المستديرة وما تخفيه من سحر لـ حمادة حين أصبح المدير الفني لفريق منيا القمح الذي يُنافس في دوري القسم الرابع.
بصمة تاريخية
يُعرف دوري القسم الرابع وغيره من المسابقات التي لا تعرف مبارياتها الظهور عبر شاشة التلفاز بـ المظاليم، لكن ما فعله حمادة جاء بالشهرة إليه ووضعه بين قائمة استثنائية بين أولئك الذين شافتهم الظروف لوضع بصماتٍ تاريخية، لا بفكر أو تكتيك كعادة دور المدير الفني، لكن الحديث هنا عن مدير قرر في لحظة أن يكون التبديل الأخير لفريقه هو نزوله أرض ملعب المباراة وفريقه متأخرًا بهدف نظيف، ليُسجل هدفين بنفسه ويقود فريقه لانتزاع نقاط الفوز الثلاث من منافسه فريق القنايات.
شهرة ما فعله المدير الفني لفريق منيا القمح لم تكن فعلته بقدر ما كانت الغرز الطبية الست التي احتاجها لـ تقطيب جُرح أصابه في الرأس أعلى الحاجب الأيسر في التحام على الكرة مع أحد لاعبي الفريق المنافس.
خرج حمادة بعد المباراة وإصابته ليحتفل على طريقته الخاصة بالتقاط صورًا له وهوَّ مصاب، وعنوانها بعباراتٍ بسيطة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، واصفًا سبب الغرز الطبية وحامدًا رب السموات والأرض على تسجيله هدفين وارتفاع رصيد فريقه -منيا القمح- إلى 18 نقطة، قبل أن يؤكد على أن فريقه: دون إمكانيات.
