الأحد 28 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حامل اللقب.. ذكاء هشام ماجد وكوميديا محمد سلام على طريقة آل باتشينو

السبت 19/فبراير/2022 - 11:49 م

نجد دائما مقولة ثابتة يرددها الكثير من النجوم الكوميديان وهي أن رسم البسمة أصعب بكثير من استدراج الدموع، ويبدو أن هذه المقولة تلخص أسباب حالة الاحتفاء بـ فيلم حامل اللقب الذي يعرض حاليا في دور السينما ويعد أحد أبرز الأفلام الكوميدية المصرية في الفترة الماضية.. أخيرا رأينا فيلما كوميديا بحق.

الحكاية في فيلم حامل اللقب تنطلق في الأساس من فكرة فانتازيا حول لاعب كرة قدم شهير على وشك الاعتزال يصبح حاملا، ليجد نفسه في ورطة كبيرة خصوصا أنه كان ينوي الاحتراف في أحد أندية الخليج لتأمين مستقبله المادي، فيما نرى موقفا مناقضا لزوجته التي ترحب بالطفل المنتظر وتعتبره فرصة لتصبح أما.

هشام ماجد في فيلم حامل القب

مع avant-titre أو مشهد ما قبل تتر فيلم حامل اللقب تجد نفسك تستعيد نوستالجيا تتر برنامج الكاميرا في الملعب مع أصوات معلقي مباريات كرة القدم، لنجد أنفسنا بالفعل وكأننا نشاهد مباراة بين ممثلين قادرين على أن يتعاونوا سويا في تجربة مهمة لكل منهم.

يأتي ذلك مع التأكيد على أن حامل اللقب هو التجربة الأولى لـ هشام ماجد في البطولة المطلقة بعدما قدما ثنائيا ناجحا بامتياز مع شيكو في فيلم حملة فريرز ثم سلسلة مسلسل اللعبة، وقبلها شكل ثلاثيا بارزا مع شيكو وأحمد فهمي ومن أفضل انتاجاتهم معا فيلم الحرب العالمية الثالثة ومسلسل الرجل العناب.

 

البداية من نقطة الصفر

 

انت بتبدأ من الأول لأن الناس تعودت علينا كـ ثلاثي فني لكننا الآن ثنائي أنا وشيكو ونبدأ من جديد.. هكذا تحدث النجم هشام ماجد منذ سنوات في لقاء تليفزيوني عن انفصاله فنيا عن أحمد فهمي وتكوينه لـ ثنائي مع شيكو فقط، إذ وصف الأمر بأنه بداية من جديد لكي يعتاد الجمهور عليهما معا، لكن الآن نرى هشام ماجد بمفرده في أول بطولة مطلقة له، الأمر الذي تعامل معه النجم الكوميدي بذكاء شديد يحسب له، إذ ركز في البداية على السيناريو وقصة الفيلم لأنه يعلم تماما أن تقديم نفسه للجمهور من جديد أمر في غاية الخطورة ويحدد الكثير من مستقبله الفني.

 

تولى هشام ماجد مسؤولية تأليف الفيلم مع السيناريست إيهاب بليبل، الذي ليس له إنتاجات كثيرة في السينما، وكان أول فيلم قدمه بعنوان أوشن 14 الصادر عام 2016، واستغرقت كتابة الفيلم الكثير من الوقت والتعديلات لكي يخرج بالشكل المناسب ونرى كل هذه الإفيهات والمواقف الكوميدية في العمل.

 

ذكاء هشام ماجد في تقديم نفسه من جديد، هداه إلى أن أفضل طريقة لذلك هو ألا يهرول سريعا نحو البطولة المطلقة والانفراد بتقديم الإفيهات في الفيلم، بل نراه يعتمد بشكل كبير على النجم محمد سلام أحد أبرز المواهب الكوميدية في الفترة الأخيرة، يقدم في العمل شخصية صديق البطل ومدير أعماله بشكل كوميدي. 

محمد سلام في حامل اللقب

محمد سلام كوميديان على طريقة آل باتشينو

 

يلجأ أحيانا بعض النجوم الكوميديان إلى إعادة تدوير الشخصيات التي قدموها من قبل في أعمال فنية لاستغلال نجاحها المضمون، سواء تم ذلك باستهلاك الشخصية نفسها أو بعض ملامحها، لكن هذا لا نراه مع النجم الكوميدي محمد سلام، الذي بدلا من أن ينظر إلى النجاح المضمون داخل شخصياته التي قدمها من قبل، أو يستلهم الشخصية من أخرى مشابهة بالسينما العالمية كما يفعل بعض النجوم، فإنه نظر بعيدا فوجد في شخصية آل باتشينو بفيلم Scarface مرجعا مناسبا.

ذكاء محمد سلام هنا في اختياره شخصية توني مونتانا التي قدمها آل باتشينو في Scarface لم تكن كوميدية، لكنه استلهم فقط طريقة ارتدائه للملابس من تفاصيل حول اختيار الألوان والبدل وارتداء السلاسل، ليجعلها مناسبة لشخصية مستر سمير متعهد الحفلات الذي يصبح وكيل أعمال لاعب كرة قدم مشهور، وبالفعل رغم غرابة الفكرة في الاستلهام، وجدنا شخصية كوميدية مختلفة تصلح أن تصبح بعد ذلك شخصية رئيسية في فيلم سينمائي كوميدي خاص بها.

دينا الشربيني في حامل اللقب

أما دينا الشربيني فيعد الفيلم واحدا من أكثر الأعمال التي تظهر فيها على طبيعتها دون تكلف، وتقدم نفسها كممثلة كوميدية قادرة تتميز بهدوء انفعالاتها، لتكون تجربتها في حامل اللقب خيرا وأفضل مما قدمته من قبل في فيلم ثانية واحدة مع مصطفى خاطر.

ساعد على نجاح حامل اللقب أن مخرج العمل هشام فتحي يعرف تماما إمكانيات الممثلين المشاركين في الفيلم، سبق أن تعاون معهم من قبل في أعمال فنية، فجمعه بـ هشام ماجد ودينا الشربيني مسلسل خلصانة بشياكة، وعمل من قبل مع محمد سلام في الجزء الثالث من مسلسل الكبير أوي، لذا رأينا على الشاشة عملا فنيا كوميديا يعد أحد أفضل الأفلام التي شاهدناها في السينما خلال الفترة الماضية، بعدما فشلت أفلام لنجوم كبار في إضحاكنا.

محمد سلام وأحمد فتحي في حامل اللقب

تفاصيل دقيقة لشخصيات فتحي وثروت 

ورسم سيناريو العمل تفاصيل دقيقة لجميع الشخصيات الأخرى في الفيلم بجانب هشام ماجد ودينا الشربيني ومحمد سلام، سواء المدير الفني أو مدرب كرة القدم والتي جسدها أحمد فتحي، والذي نراه دائما ضعيف الشخصية أمام نجم الفريق، وأيضا محمد ثروت طبيب النساء صاحب العيادة المشبوهة لعمليات الإجهاض، وأيضا عماد رشاد والد دينا الشربيني والطبيب النفسي في ظهور خاص، والفنانة ليلى عز العرب.

ويحسب لصناع الفيلم أنهم لم يركزوا فقط على إفيه الراجل الحامل، الذي سبق تقديمه في عدة أفلام سينمائية سواء في مصر أو بالسينما الأمريكية، بل إن هشام ماجد قدمه من قبل مع الثلاثي في فيلم بنات العم، ورغم أن هدف الفيلم في الأساس الإضحاك، كانت هناك قضايا أخرى يناقشها العمل حول تحمل المرأة لمتاعب الحمل ودورها في المجتمع، لكن كل ذلك تم دون مبالغات أو جمل مسرحية رنانة، ويبدو واضحا أن مؤلفي الفيلم هشام ماجد وإيهاب بليبل مع المخرج هشام فتحي عملا كثيرا على سيناريو الفيلم ليظهر بشكل محكم في تفاصيله.

 

تابع مواقعنا