الأربعاء 29 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ننشر كلمة السيسي كاملة في المنتدى العالمي للتعافي من الجائحة بمنظمة العمل الدولية

الرئيس عبد الفتاح
أخبار
الرئيس عبد الفتاح السيسي
الخميس 24/فبراير/2022 - 04:45 م

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليوم، في المنتدى العالمي للتعافي من الجائحة بمنظمة العمل الدولية، بمشاركة عددًا من رؤساء الدول والحكومات.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمة مسجلة له: بعد أكثر من عامين على بداية أزمة دولية عصفت بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتجاوزت في تأثيرها أكثر أزمات العالم فداحة، أظنكم ستتفقون معي أن أي محاولات للتغلب على تداعيات تلك الأزمة، لا بد وأن يكون الإنسان محورها الرئيسي؛ فلقد كانت جائحة كورونا - ولا تزال – أزمة إنسانية بوجه عام، لا أزمة صحية فقط أو اقتصادية أو اجتماعية فحسب، واستطاعت مصر، تجاوز الكثير من تبعات أزمة كورونا على مدار العامين الماضيين، من خلال سياسات مالية واقتصادية واجتماعية، أثبتت نجاحها وفاعليتها، ونبذل في الوقت الراهن جهودًا شهدت لها مختلف الأطراف الدولية مكنتنا من تحقيق معدلات نمو إيجابية، رغم كافة الصعاب التي واجهناها، ولا نزال، وساهمت في إيجاد حالة من الاستقرار والثقة الدولية، في قدرة الاقتصاد المصري على الصمود، وامتصاص الأزمات وتجاوزها، بل واستطاعت مصر، أيضًا رغم الأزمة أن تنفذ مبادرات طموحة لرفع مستوى معيشة المواطن في الريف والمناطق الأكثر احتياجا، من خلال مبادرة حياة كريمة، ومد شبكة الضمان الاجتماعي لمئات الآلاف من الأسر، من خلال برنامج تكافل وكرامة مما ساهم في تخفيف عبء الجائحة، فضلًا عما تبذله مصر من جهود لتعزيز الشمول المالي ودمج الاقتصاد غير الرسمي والرقمنة. 

وتابع: تقتضي منا الصراحة التسليم بأن تلك الأزمة كشفت بشكل جلي عن مواطن ضعف ببعض جوانب المنظومة الدولية، يتعين علينا التوقف عندها وبحثها، بغية إيجاد حلول فعالة للتغلب عليها. ولهذا، أود أن يكون حديثي معكم اليوم حول مستقبل النظام الدولي خلال السنوات القادمة وقدرته على الاستجابة للأزمات العالمية الطارئة وتبعاتها متعددة الأبعاد. واسمحوا لي في هذا الصدد أن أطرح عليكم مجموعة من التساؤلات: هل يمكن لنا تحمل تبعات استمرار وجود نحو 61% من قوة العمل في العالم في عداد الاقتصاد غير الرسمي، فضلًا عن افتقار نحو 4 مليار إنسان للضمان الاجتماعي؟.. إذا كانت الإجابة بلا، وأظنها كذلك، يصبح التساؤل المنطقي الثاني: هل لدينا القدرة على الخروج – جماعيًا من الأزمة والتطلع إلى مستقبل أفضل، وإذا كانت الإجابة نعم، وأظننا نريدها كذلك، فأي طريق نسلك؟ هل نستمر على السياسات القديمة أم نحاول البحث عن سياسات جديدة؟».

كما طرح السيسي، عدد من النقاط تساهم في النقاش، مردفًا: أولًا: إننا وقد اتفقنا على صعوبة الاستمرار على الوضع الحالي، فعلينا أن نتفق كذلك على أنه لا خروج من هذه الأزمة دون سياسات متكاملة وآليات فاعلة لتنفيذها وقدرة مالية على ذلك، وتلك تحديات ستجد الكثير من الدول النامية والأقل نموا صعوبات جمة في تجاوزها، ثانيًا: أن التعافي من الأزمة ممكن إذا توافرت الإرادة الدولية الصادقة والتزمت جميع الأطراف بمبدأ تقاسم الأعباء والمسئوليات، في إطار من الشراكة الدولية الحقيقية ذات الآليات الواضحة والمسئوليات المحددة، ثالثًا: إن إعادة ترتيب الأولويات التي عادة ما تصاحب مراحل ما بعد الأزمات لا بد ألا تنتهي بنا إلى مسارات متباينة يكون من شأنها عرقلة مساعينا الجماعية لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، أو إضعاف الثقة التي وضعناها جميعًا في هذه الأهداف وآليات تنفيذها، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، رابعًا: أهمية دور المؤسسات والمنظمات الدولية في صياغة سياسات للعمل تستطيع إيجاد حلول لمشكلات اجتماعية تنشأ وتتطور بسرعة، بشكل ربما يتجاوز قدرة المنظومة الدولية الحالية على مواكبتها والتكيف معها.. وأود هنا الإشارة إلى محورية ما تقوم به منظمة العمل الدولية في هذا السياق، خاصة النداء العالمي للتعافي الشامل والمستدام الذي أقره مؤتمر العمل الدولي في 2021 ليكون منهاج عمل واضح لكافة الأطراف في سبيل تحقيق تعافٍ شامل ومستدام محوره الإنسان. 



وأردف: أزمة المناخ العالمية وتبعاتها السلبية ألقت دون شك بظلالها على جهود دولنا في التعافي من الجائحة وتجاوز تأثيراتها المتعددة، خاصة في الدول النامية. وعلى الرغم من ذلك، فإن عالمنا اليوم لا يملك رفاهية الانتظار أو التقاعس عن القيام بالجهد المطلوب لمواجهة تغير المناخ ودرء آثاره.. أؤكد مجددًا على ضرورة إيجاد السبل الكفيلة بتمكين الدول النامية من الوفاء بالتزاماتها ورفع طموح عملها المناخي، وفقًا لاتفاق باريس، دون الإخلال بمبادئ الإنصاف وعدالة الانتقال، مع توفير الحماية الاجتماعية ودعم جهود تحقيق التنمية والقضاء على الفقر. وإن ذلك لن يتأتى دون توفير بيئة دولية مواتية تساهم في حشد التمويل اللازم للدول النامية لدعم جهودها لمواجهة تغير المناخ والتكيف مع آثاره وبناء القدرة على تحملها، مع وضع التعهدات موضع التنفيذ وتقليص الفجوات التي يواجهها عمل المناخ الدولي على كافة الأصعدة، وهذا بعض ما نصبو إلى تحقيقه خلال رئاسة مصر لقمة المناخ القادمة في شرم الشيخ نهاية العام الجاري، وسنعمل مع كافة الأطراف بحياد وشفافية في سبيل ذلك. 

 

تابع مواقعنا