الجمعة 24 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مرصد الأزهر يحلل تداعيات مقتل زعيم داعش.. ويقدم رؤى حول منهجية التنظيم الإرهابي المستقبلية

إرهاب داعش - صورة
دين وفتوى
إرهاب داعش - صورة تعبيرية
الثلاثاء 01/مارس/2022 - 10:41 ص

قال مرصد الأزهر في تقرير له بعنوان تداعيات مقتل زعيم داعش، إنه في المدة القليلة الماضية دار الحديث حول إمكانية عودة تنظيم داعش الإرهابي للظهور بقوة مرة أخرى، من خلال بعض الاستراتيجيات التي تبناها مؤخرًا، مثل الاستقطاب الإلكتروني لعناصر ومؤيدين جدد، أو من خلال تهريب عناصره المتطرفة من السجون فيما يُعرف باستراتيجية هدم الجدران.

وأضاف المرصد: زادت التكهنات حول هذه الفرضية خصوصًا بعد هروب عدد كبير من عناصر التنظيم الإرهابي، من سجن غويران الحسكة - سوريا، الذي يسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، لكن لم تكد تمضي أيام قليلة على فرار عناصر داعش من هذا السجن، حتى تفاجأ العالم بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الخميس الموافق 3 فبراير 2022م، بمقتل قائد تنظيم داعش الإرهابي، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وذكر الرئيس الأمريكي في بيانه أن زعيم داعش لقى حتفه خلال غارة ‏جوية لقوات أمريكية خاصة لمكافحة الإرهاب على بلدة أطمة، شمالي إدلب غرب سوريا، وقد وقف المحللون كثيرًا أمام هذا الخبر، خصوصًا مع وجود تكهنات سبقته على أن عملية الهروب من سجن الحسكة تمثل انبعاثًا جديدًا لداعش، حيث أراد تهريب 3500 ‏من المحتجزين هناك منذ عام 2019م، ووصفوها بأنها أكبر عملية هجوم منذ سقوط الدولة المزعومة.

وتابع المرصد أنه توقع قُرب نهاية البغدادي، عقب ظهوره الإعلامي المتكرر، مما سهَّل عملية استهدافه من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وهو ما حدث بالفعل، لذا فإن توجه القرشي، إلى عدم الظهور كان بهدف تفادي الأخطاء التي وقع فيها البغدادي؛ لتجنب المصير نفسه، وهو ما لم يحدث، الأمر الذي يُرجح فرضية أن التنظيم مخترق وهو ما سنتطرق إليه لاحقًا.

تداعيات مقتل القرشي

وأوضح المركز أن التنظيم اكتفى لإعلان مقتل زعيمه بنشر إنفوجراف، عشية مقتله يؤكد فيه المضي قدمًا نحو القتال، ويحث أتباعه من خلاله على مواصلة القتال، وتوضح دلائل التعرف على مكان القرشي، ومن قبله البغدادي، أن التنظيم مخترق، حيث ذكر خبراء لجريدة الإندبندنت البريطانية أن الجيش الأمريكي كان يراقب المنزل الذي قتل فيه القرشي، منذ شهور، كما صرح مسؤولون بأنهم يعرفون أن القرشي عاش هناك مع بعض المرافقين له، وكان يُشرف بشكل مباشر على أنشطة داعش الإرهابية في جميع أنحاء سوريا والعراق، رغم أن التنظيم كان دائمًا يتوخى الحذر من إمكانية وجود عملاء سريين عبر قنواته وشبكاته الاجتماعية، وغالبًا ما يقدم سلسلة من النصائح حتى لا يقع عناصره وأنصاره في هذا الفخ، كما حذر أتباعه عبر منصات التواصل الاجتماعي من تطبيقات الهواتف المحمولة المنتشرة على المواقع الإلكترونية المختلفة، مثل متجر جوجل بلاي، حتى لا يحدث اختراق لمعلوماتهم وبيانتهم الشخصية وأماكن تمركزهم. 

وفي سياق متصل، أشار دانييل ميلتون، مدير الأبحاث بمركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، إلى أنه لا ينبغي التوهم بأن مقتل القرشي هو ضربة قاضية لتنظيم داعش الإرهابي، مستبعدًا أن يقضي ذلك على تهديد التنظيم في المستقبل، لأن زعيمه كان يشرف على صنع القرار، لكن عدم مركزية التنظيم الإرهابي بعد هزيمته في العراق وسوريا قبل 3 سنوات تجعل تأثير وفاته محدودًا، كما يتوقع ميلتون أن التداعيات لن تكون واسعة النطاق في مختلف أنحاء شبكة تنظيم داعش الإرهابي.

ومن جانبه أوضح عمرو فاروق، الخبير في شؤون التنظيمات المتطرفة، في حديثه لـ العين الإخبارية، ‏أن مقتل القرشي لن يؤثر بشكل سلبي على محطات التنظيم وتوجهاته، ‏لا سيما أنه لم يكن شخصية فعالة بشكل حقيقي في ظل مرور التنظيم بحالة ‏من السقوط على مدار السنوات الأخيرة، وتحديدًا في سوريا والعراق.‏

المرشحون لخلافة القرشي

وواصل المرصد: حول الخليفة المحتمل للقرشي، تعددت التكهنات المتعلقة بزعيم داعش الجديد، وفي هذا الصدد، أشار فاروق إلى أنه من المرجح أن يتولى زمام التنظيم الإرهابي ‏جمعة عواد البدري، رئيس مجلس الشورى العام وشقيق أبو بكر البغدادي ‏الزعيم ‏السابق للتنظيم، وذلك بناء على تفاصيل الهيكل الداخلي للتنظيم الداعشي، ‏فيما ‏رأى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية احتمالية تولى أبو ‏صفاء ‏الرفاعي؛ لكونه الرجل الأهم والأقوى في تنظيم داعش في الوقت الحالي، والقيادي العسكري الخفي.

وأوضح المرصد أنه من بين الأسماء ‏المحتملة أيضًا، وفقًا لما ذكرته جريدة إنفوباي الأرجنتينية، يبرز أبو لقمان السوري وطارق الجربا الملقب بـ أبو محمد الشمالي وغيرهم، ولا توجد معلومات تفيد باحتمال ‏وجود نزاع داخلي على تولي زمام الأمور في التنظيم.

ويتوقع مرصد الأزهر أن يتابع التنظيم الإرهابي استهداف القوات العسكرية التابعة لقوات ‏التحالف الدولي، في مناطق النزاع بسوريا والعراق، ومحاولة تنفيذ هجمات إرهابية انتقامية في ‏الدول الأوروبية من خلال‎ ‎الخلايا النائمة والذئاب المنفردة، وربما يلجأ إلى الاستعانة بالخلايا ‏النشطة في بعض الدول الإفريقية للإضرار بمصالح قوات التحالف ورعاياها هناك، لذا يرى ‏مرصد الأزهر ضرورة مراقبة تلك المنطقة وزيادة التأهب الأمني بها لتفادي حدوث مفاجآت، مشددًا على أن مواجهة ‏التنظيمات الإرهابية تتطلب إلى جانب المواجهة الأمنية، مواجهة فكرية تُصحح المفاهيم ‏وتنبذ العنف على نطاق واسع.

تابع مواقعنا