الأحد 19 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى رحيله.. كيف نظر ابن خلدون إلى التعليم والفكر في مقدمته الشهيرة؟ ‏

تمثال ابن خلدون
ثقافة
تمثال ابن خلدون
السبت 19/مارس/2022 - 03:28 م

تحل اليوم، ذكرى رحيل ابن خلدون، المفكر، والمؤرخ، والعالم العربي الشهير، والذي توفى في 19 مارس من عام 1406، والذي يعد أحد أهم المصادر العلمية في ‏العالم، وأحد مصادر الفكر الحديث، وخاصة في علوم الاجتماع، كان فكر ابن خلدون نتاج وخلاصة الفكر العلمي والسياسي ‏والأدبي والفكري في مجتمع الإسلامي.

‏ كان ابن خلدون مفكرا، ومؤرخا، حيث أضاف للتأريخ نكهة فلسفية فكرية، لم تكن معتادة، وذلك يرجع إلى اهتمامه في الأصل بالعلوم ‏الفلسفية، التي كان يدرسها في مقتبل حياته، حيث أنتج كتابًا يضم أهم أفكار المتكلمين المتقدمين والمتأخرين، وهو في العشرين ‏من عمره.‏ 

اتجه فكر ابن خلدون للتاريخ عندما كان على مشارف الأربعين من عمره، وظل قرابة الأربع سنوات  يفحص التاريخ، ويحاول رصد ‏الوقائع التاريخية، وربط السياق التاريخي لكل ما جرى قديما، ووضع معادلة تتكون من حيثيات للحكم على الأمر، وهي الزمان، ‏والمكان، والعادات، والإطار التاريخي، والخلفية، وفي البداية كان فقط يبحث في ذلك لنفسه، لا بقصد أن يكون مؤرخا، لكنه وصل ‏إلى نتائج هامه، دفعته للتدوين، ليصبح تاريخ ابن خلدون أحد أهم مصادر التاريخ.‏ 

ابن خلدون والفكر 

تعد مقدمة ابن خلدون هي العمل الأشهر، والأهم، التي أورد فيها الكثير من الأفكار والنتائج الحساسة، والمؤسسة ‏للعديد من العلوم والأفكار، ومما اهتم به في مقدمته، كان التربية، وتعليم الأفراد، ودورهما في العمران البشري، لرؤيته بأن الإنسان ‏ميزه الله عن الحيوان بالفكر، ليهتدي به لتحصيل معاشه، والتعاون عليه بأبناء جنسه.‏ 

ورأى ابن خلدون بأن الفكر، هو الأداة التي تستخدم لتحصيل الطباع، من خلال الرجوع إلى من سبق بعلمه، أو أخذ ذلك من الأنبياء ‏المتقدمون، وخلال ذلك، يتعرض الإنسان للكثير من الأفكار المتداخلة، والتي يحتاج حينها إلى العلم والمعرفة، من أجل تمييز ما ‏يتلقاه، ويرى ابن خلدون بأن العلم والتعليم في عمومه طبيعي في البشر.‏ 

ابن خلدون وطرق التعليم 

وكان لـ ابن خلدون في مقدمته العديد من الآراء، في طرق التعليم، حيث رأى بأن الشدة على المتعلمين أمر مضر، ومرهق، خاصة ‏للصغار، وعلل بأن الشدة، وإرهاق النشء بالتعليم، يؤدي إلى ذهاب النشاط عن المتعلم، وإبداله بالكسل، وتحمل على تعلم الكذب، ‏والمكر، والخديعة.‏ 

عدد ابن خلدون في مقدمته العديد من النصائح والرؤى حول قضية التعليم، منها وجوب تعليم المتلقي بشكل تدريجي، والعمل على ‏التركيز على ملكة المتعلم، حيث أنه إن نمت لدى المتعلم ملكة في علما من العلوم، حصل له النشاط الكبير وحمله ذلك على طلب ‏المزيد والنهوض إلى ما هو أعلى، حتى وصوله إلى غايات هذا العلم، وقال ابن خلدون بأن الملكات إنما تنشأ من التكرار، وعلته بأن ‏الفعل إذا تم نسيانه، نسيت الملكة معه.‏

تابع مواقعنا