حكايات السيرة الذاتية.. أحمد أمين يسجل مسيرته من الطفولة إلى الشيخوخة في كتابه حياتي
يحرص عدد من الشخصيات المؤثرة في حياة الناس، سواء على الصعيد الثقافي أو الاجتماعي، على كتابة سيرهم الذاتية، خصوصا في أواخر أعمارهم بعدما تكون قد استوت تجاربهم في الحياة واكتملت؛ حيث يرصدون حصاد ما قدموا لأنفسهم وللناس، ويبوحون به للقارئ.
كتاب حياتي واحد من كتب السيرة الذاتية لواحد من أهم مفكري القرن العشرين، وهو المفكر أحمد أمين، وهو كتاب يسرد فيه أحمد أمين تجارب حياته بدءًا من مرحلة الطفولة والصبا التي قضاها في مدرسة أم عباس الابتدائية النموذجية ومرورًا بالدراسة في الأزهر ومدرسة القضاء، ومرورًا بمرحلة الشباب والرجولة التي تنقّل فيها بين مناصب القضاء والتدريس ثم انتهاءً بوصوله إلى الجامعة التي عُيِّن فيها أستاذًا وعميدًا لكلية الآداب.
ومن خلال حديث أحمد أمين عن نفسه يطلعنا أيضًا على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية السائدة في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، كما يحدثنا عن معاصريه من كبار الكتاب أمثال: طه حسين، وأحمد لطفي السيد وغيرهم.
أحمد أمين ورحلة التأليف
مما يقوله أحمد أمين عن نفسه في كتابه: كنت في بدء حياتي العملية كثير الفراغ، أصرفه في القراءة والكتابة، فألفت «فجر الإسلام وضحاه» ثم قل فراغي باشتغالي بكثرة المجالس واللجان، فأنا عضو في المجمع اللغوي وفي مجلس دار الكتب ومجلس كلية الآداب ودار العلوم، ورئيس لجنة التأليف والجامعة الشعبية إلخ. إلخ، ومذيع في الراديو، وكل هذه أكلت من وقتي، وبعثرت زمني، ووزعت جهدي، مع قلة فائدتها فيما أعتقد. ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لرفضت كل هذه الأمور ونحوها وفرغت لإتمام سلسلة فجر الإسلام وضحاه وظهره وعصره، فقد كان ذلك أجدى وأنفع وأخلد، ولكن للظروف أحكام.
يذكر أن الكاتب الكبير أحمد أمين واحد من اهم مفكري القرن العشرين وله الكثير من المؤلفات: منها فجر الإسلام، ضحى الإسلام، حي بن يقظان، الصعلكة والفتوة في الإسلام، المهدي والمهدوية، هارون الرشيد، حرب الشر، وغيرها الكثير من المؤلفات.
