بعد تعليق اتفاقية تعاون.. مخاوف إسبانية من تأثر صادرات الغاز الجزائري بالتوترات السياسية
تتزايد المخاوف الإسبانية، من تأثر واردات الغاز الجزائري بالتوتر السياسي الناشئ بين البلدين، إثر تخلي مدريد عن حيادها في قضية الصحراء وانحيازها للموقف المغربي، على حساب الجزائر.
وعلقت الجزائر، اليوم الأربعاء، معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها مع إسبانيا قبل 20 عاما؛ ما يزيد من حدة التوتر الذي اشتعل منذ شهور بعد التحول في موقف مدريد إزاء الصراع في الصحراء المغربية.
وأعلنت وسائل الإعلام الجزائرية، اليوم، قرار مجلس الأمن الأعلى الجزائري بتعليق الاتفاقية، دون إبداء أية أسباب، فيما أبدت الحكومة الإسبانية أسفها للقرار، وأكدت التزامها بمضمون ومبادئ المعاهدة.
وصرح وزير خارجية إسبانيا، خوسي مانويل ألباريس، مساء اليوم، بأنه لا مؤشرات على أن الجزائر قد تتخذ إجراءات بشأن صادرات الغاز إلى إسبانيا.
أسعار منخفضة لصادرات الغاز الجزائري إلى إسبانيا
ونقلت وكالة أنباء رويتر، مساء اليوم الأربعاء، عن مصدر إسباني مطلع، قوله إن الجزائر مورد رئيسي للغاز إلى إسبانيا؛ ومن المتوقع أن تجري مراجعات لأسعار أية عقود غاز جديدة مع شركات إسبانية.
وذكر المصدر، أن عقد الغاز الحالي مع إسبانيا طويل الأجل، وأن الأسعار أقل بكثير من مستوى السوق حاليا.
وفي جلسة بالبرلمان الإسباني، اليوم، طلبت المعارضة من رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، الذي حضر الجلسة، معالجة الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة مع الجزائر واحتمال ارتفاع أسعار الغاز، لكن الأخير امتنع عن التعليق في هذا الشأن، واكتفى بتأكيد أن تغيير الموقف بشأن الصحراء الغربية كان خطوة جادة وواقعية.
وكانت جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، قد قالت في أبريل الماضي، إنها قطعت العلاقات مع إسبانيا بعد أن أعلنت دعمها لخطة المغرب التي تمنح الحكم الذاتي للمستعمرة الإسبانية السابقة.
وتستورد إسبانيا ما يصل إلى 45% من حاجتها للغاز الطبيعي من الجزائر، وذلك عبر خطي أنابيب غاز يربطان البلدين، الأول أنبوب غاز المغرب العربي - أوروبا وينقل نحو 10 آلاف مليون متر مكعب سنويا إلى إسبانيا، والآخر هو خط "ميدغاز" الذي يمر تحت مياه البحر المتوسط ويربط ميناء بني صاف الجزائري بألميريا الإسباني.
