الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصة حزينة.. وفاة أب بعد ساعتين من موت ابنته في الشرقية

جنازة - صورة أرشيفية
محافظات
جنازة - صورة أرشيفية
الجمعة 14/أكتوبر/2022 - 10:57 ص

لم يكُن يدري أنه يُحبها إلى هذا الحد، لم يعلم أن قلبه قد تعلق بحبها إلى الحد الذي يجعله يتوقف عن الحياة حين يحزن عليها، فهي ابنته وقُرة عينه التي لم يتمن لأحد من البشر جزءًا مما تمناه لها، وحين غادرت الحياة وجد قلبه قد توقف وصعدت روحه إلى بارئها لتلحق بفقيدته بعد أقل من ساعتين على وفاتها.

وفاة أب بعد ساعتين من وفاة ابنته في منيا القمح بالشرقية

قبل شهر وبضع ساعات أصاب المرض رقية، الفتاة ذات الستة عشر ربيعًا، تلك الزهرة البشرية التي بدأت تتفتح في بستان الحياة، ونُقلت على إثر ألمها إلى المستشفى ليتم احتجازها هناك وسط محاولات وجهود مضنية لأجل إنقاذ حياتها، وبين هذا وذاك كان والدها المعروف بين أهل بلدته التابعة لمركز منيا القمح بـ الحاج عصام عفيفي، يتألم أكثر مما تتألم ابنته، يبكيها في صمت ودون دموع يُناجي ربه أن يجعل لها نصيبًا في الشفاء رغم صعوبة الحالة وحديث الأطباء.

شهر كامل قضته الفتاة في المستشفى بين فحوصات وآشعة ومحاليل، لكن في النهاية حانت لحظتها، في الوقت الذي كان والدها هناك في منزله في قرية الصنافين التابعة لنطاق ودائرة مركز منيا القمح في محافظة الشرقية، بعيدًا عنها، لم يُفسر تلك الغصة التي ألمت قلبه فجأة نحو الساعة الحادية عشر صباح الأربعاء.

وصل الخبر للأب فتلقفه بارتجافة وروحه كأنها تذبل شيئًا فشيًئا، تقوقع الرجل على نفسه وسالت دموعه، لكن في داخله كان قلبه يعتصره الحزن وكأنه يفتك به، وما هي إلا دقائق حتى انتشرت التعازي بين أبناء القرية وأذاعت المساجد نبأ وفاة الابنة وسط حزن عم الجميع لما يعرفه القاصي والداني عن تلك الأسرة وطيب أخلاقها.

مضت الدقائق حتى نحو الساعة الواحدة ظهرًا، حينها فوجئ من في البيت بالأب يسقط بين عداد الموتى دون سابق إنذار، وقد لحق بابنته التي لم يحتمل فراقها أو يقوى على مجابهة حزنه على رحيلها، رحل الأب ليلحق بابنته قبل جنازتها، ويتبدل النبأ والنعي والنداء في المساجد: توفى إلى رحمة الله تعالى الحاج عصام عفيفي عبدالحميد ناصف، وابنته رقية، توفى الأب وابنته.

خرجت الجنازة واحدة وسار نعش الأب إلى جوار ابنته وكأنه يحرسها في رحلتهما الأخيرة وسط دعوات بأن يجعلهما الله من أهل الجنة، وسار النعشان في جنازة مهيبة إلى مقابر الأسرة، وهناك انتهت المراسم وفرغ المشيعون من الجنازة والدعاء للأب وابنته، وبقي الحزن في قلوب الجميع، يحوقلون ويضرب بعضهم كفيه ببعض وعزاء الجميع أن الموت هو الحقيقة الوحيدة مهما زاد حزن الفقد.

رقية
رقية
تابع مواقعنا