السبت 11 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المنجد الكفيف.. عم سيد فقد بصره وتحدى الظروف: بلضم الإبرة بنور البصيرة|فيديو

الأسطى سيد مع أحمد
محافظات
الأسطى سيد مع أحمد رجب محرر القاهرة 24
الخميس 10/نوفمبر/2022 - 08:49 ص

كم مبصر عين ولم ينفعه بصره وقلبه أعمى؛ وكم من كفيف لم يبصر وبصيرته تشع نور الأمل في الآفاق.. فالفرق بين الكفيف فاقد البصر والمبصر فاقد البصيرة؟ المبصر هو الذي يرى بعينه كل شيء، لكن لا يرى ما بداخله من خفايا وأسرار، أما الذي يقال عنه كفيف: فهو لا يرى بعينه، وإنما يرى بقلبه، ورؤية القلب أجمل من رؤية العين، بعينك ترى ما حولك، أما بقلبك فترى العالم.

وهذا ما أثبته لنا الأسطى سيد فتحي سيد 62 عامًا منجد أفرنجي يقيم في محافظة بني سويف بعدما كان مبصرًا يعيش في الضوء أصبح كفيف فاقد البصر وهو في عمر الـ 18 عامًا، بسبب حزنه الشديد على وفاة والده الذي تعلق به كثيرًا، أنار الله بصيرته واستطاع التغلب على إعاقته وعاد ليمارس مهنته "منجد أفرنحي" التي عمل بها منذ نعومة أظافره.

 

الأسطى سيد يروي قصته: فقدت بصري من شدة حزني على وفاة والدي 

في البداية يقول الأسطى سيد؛ تعلمت مهنة منجد أفرنحي، وأنا في عمر 13 عامًا وسافرت بعدها إلي منطقة وراق العرب في محافظة الجيزة رفقة شقيقي الأكبر، وكنت أعيش حياة طبيعية مثل باقي أبناء جيلي فسح وسينمات، حتى بلغت الـ 18عامًا، وجاءني أحد أصدقائي وأخبرني بوفاة والدي انتابتني الصدمة، وبكيت بكاءً شديدًا، حتى وصلت إلي مسقط رأسي ببني سويف لحضور العزاء.

وتابع استمريت في حالة من الحُزن الشديد لمدة أشهر قليلة وبدأت بعدها أشعر بآلام في عيني وصداع، ثم توجهت إلي عددًا من الأطباء حتى شخص أحدهم حالتي على أنه انفصال في الشبكية، أجريت عملية ولكن إرادة الله أن أفقد البصر تمامًا، وكانه أسدل ستار الضوء لأعيش في الظلام مبصرًا بقلبي وحواسي.

 

وأضاف: راودني وساوس كثيرة أن أقدم على الانتحار والقي بنفسي من أعلي كوبري امبابه بالجيزة في نهر النيل وبالفعل ركبت الميكروباص وذهبت إلي هناك ولكن سرعان ما عدت إلي صوابي وذكرت الله واستغفرته ثم عدت إلي محل سكني بالوراق مرة أخرى، ورضيت بقضاء الله.

عم سيد ومحرر القاهرة 24 

واردف الأسطى سيد بعدما رضيت من داخلي بقضاء الله قررت أن أتحدى اعاقتي بالعمل وطلبت من أخي الأكبر أن يصطحبني معه وكان يُمسك بيدي ويعطني الإبرة والخيط  ويقول لي استشعر الأشياء وكانك مبصر، وبدأت في العمل حتى أخدت يدي عليه وأصبحت عن طريق الاستشعار أن الضم الإبرة بنفسي، لافتًا إلي أنه في البداية كانت الناس تخشى أن يفسد لهم بضاعتهم كونه كفيف لكنهم كانوا يتفاجأون بإخراج عمل جيد ومتقن.

 

وفي نهاية الحديث قال الحاج سيد عدت مرة أخري إلي قريتي ببني سويف، تزوجت وانجبت ثلاثة ذكور وأربعة إناث وذاع صيتي على مدار سنوات وأصبحت الزبائن تطلبني، وتوفي شقيقي وأصبحت أنا العائل الوحيد للأسرة منذ سنوات.

 

وفي ختام اللقاء سأله محرر القاهرة 24 عن أمنيته من الدنيا، فجأة بكى للحظات وقال: أتمنى أن أختم حياتي برحلة عمرة وازور قبر النبي هي دي أمنيتي ياريت حد يساعدني أحقق الحلم ده.

تابع مواقعنا