السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مصير العالم

السبت 28/يناير/2023 - 09:14 م

ما بين صراعات دامية، وتوترات تنذر بكوارث.. العالم يعيش على فوهة بركان، فالفتن والنزاعات والحروب تتمدد رويدًا، رويدًا، فهناك أزمات تشتعل، وأزمات راكدة بدون حل خاصة فى منطقتنا.. وتحرشات وممارسات أحادية وحشية، تزيد الطين بلة، فالأوضاع تتصاعد فى الأراضى الفلسطينية المحتلة فى ظل إصرار قوات الاحتلال وحكومة اليمين المتطرف التى يقودها نتنياهو على تصعيد الأمور والأوضاع، لتصبح المنطقة على برميل بارود وعلى جانب آخر لا يبدو فى الأفق أي حلول وتسويات سياسية لإنهاء الحرب «الروسية ــ الأوكرانية» بل تتصاعد وتتفاقم الأمور فى ظل تبادل التهديد والوعيد بين المعسكرين، خاصة بعد إعلان المعسكر الغربى الذى تقوده واشنطن إمداد كييف بدبابات «ابرامز» الأمريكية، و«ليوبارد» الألمانية وإعلان الجانب الروسى أنه سوف يستهدف اسلحة الغرب، ناهيك عن نذر الحرب بين الصين وتايوان المدعومة أمريكيًا وغربيًا، والتحرشات ما بين الصين واليابان، والكوريتين الشمالية والجنوبية كل ذلك يجعلنا نتساءل: العالم إلى أين؟ ومن يشعل الفتن ويلعب فى عداد سلام البشر ويزيدهم آلامًا وأوجاعًا؟
مصر اختارت طريق السلام والبناء وعلاقات الاحترام المتبادل مع الدول وشراكات استراتيجية مع الجميع دون أن تتورط أو تستجيب لمحاولات الاستقطاب المتصاعدة وتسعى إلى علاقات متوازنة تحقق أهدافها ومصالحها مع جميع دول العالم لتعظيم المصالح المشتركة وتبادل المنافع والخبرات بما يحقق آمال وتطلعات الشعوب، لذلك فإن زيارة الرئيس السيسى للهند، ثم أذربيجان وأرمينيا تجسد هذا المعنى بعمق وتعكس عبقرية السياسة والدبلوماسية الرئاسية المصرية.

في أتون الأزمات والصراعات الطاحنة والحروب الدامية، ومحاولات حكومات التطرف «تفوير» المنطقة بممارسات غير مشروعة وأحادية تزيد الأمور اشتعالًا بالإضافة إلى نذر الحرب فى مناطق أخرى.. لكن مصر اختارت طريق السلام والشراكة والمصالح المشتركة من قوة وقدرة وشرف.

المشهد العالمى والإقليمى يثير الخوف والفزع.. الصراعات والحروب ومشاهد القتل لا تتوقف بل تتصاعد، الاطماع والأوهام والتهديدات لا تختفي، لم تعد التوترات مقصورة على منطقة بعينها فى العالم، بل يتمدد فتيلها إلى مناطق عدة فى العالم، وهناك من يصر على اشعال الفتن وتغذية الصراعات والسؤال: العالم إلى أين يتجه؟ هل مزيد من الحروب والصراعات أم مزيد من الفتن والمعاناة؟ لا أريد التوقعات فما بين ليلة وضحاها يقدر الله الاقدار، وقادر على أن يعم السلام هذا العالم، لكن كبشر ما هو موجود ولدينا من معطيات ومتغيرات وأحداث على الأرض تنذر بكوارث وأوضاع مأساوية.
لنبدأ من منطقة الشرق الأوسط، فمنذ تولى حكومة نتنياهو الجديدة السلطة فى إسرائيل والأمور تتفاقم، وتنذر بكوارث، وتنامى المواجهات، فقوات الاحتلال تنفذ تعليمات وأوامر الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التى تؤجج الأوضاع وتزيدها اشتعالا سواء من خلال محاولات اقتحام المسجد الأقصى المتكررة والإصرار عليها وتنفيذها، أو اقتحام المخيمات مثل الاقتحام الأخير لمعسكر جنين وسقوط عدد من الشهداء الفلسطينيين بالإضافة إلى الافراط فى العنف والجرائم ضد الإنسانية والوحشية واعتقال الكثير من الشباب الفلسطينى ثم استهداف قطاع غزة بعدد من الصواريخ وهجمات جوية، الأمور في الأراضى الفلسطينية المحتلة لا تمضى نحو التهدئة بل تسير نحو التصعيد رغم المحاولات التى تسعى إلى وقف التصعيد، لكن حكومة نتنياهو لا تسمع ولا ترى وتصر على الممارسات أحادية الجانب وخرق كل الاتفاقات والقرارات والمواثيق الدولية، وتضرب بكل ذلك عرض الحائط.
هناك جهود متواصلة تبذلها الدولة المصرية من أجل التهدئة والعمل على استئناف مسار المفاوضات وعملية السلام للوصول إلى تسوية شاملة وحل شامل وعادل ودائم من أجل حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو 1967عاصمتها القدس الشرقية وضمان الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق وتحث المجتمع الدولى على القيام بواجبه نحو التصدى للممارسات الإسرائيلية التى من شأنها إشعال الموقف بل والمنطقة بأكملها وهو ما يتعارض مع الحفاظ على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين وينذر بصراعات جديدة فى المنطقة، ويجعل دائرة ورقعة الصراعات والأزمات تتسع، فالمنطقة تعيش فى أوضاع حتى وإن بدت ساكنة إلا أنها قابلة للاشتعال فى ظل الأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن بالإضافة إلى تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية خاصة الاقتصادية على العالم بالإضافة إلى توسع العمليات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة والرد على هذه العمليات من الجانب الفلسطينى الذى لا يملك سوى حق الدفاع، مثلما حدث فى العملية التى نفذها فلسطينى باستهداف معبد يهودى فى القدس الشرقية أسقط 8 قتلي، وما أريد أن أقوله إن التصعيد يولد التصعيد والانفجار ويؤدى إلى استمرار مسلسل المواجهات العنيفة التى تغتال أى محاولات للتهدئة والاستقرار فى المنطقة، وهناك محاولات على صعيد التدخل من أجل التهدئة سواء من خلال زيارة مدير المخابرات الأمريكية لإسرائيل أو الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي، ومصر تبذل جهودًا مضنية لنزع فتيل التصعيد، والعمل على التهدئة كما نجحت من قبل أكثر من مرة، لكن حكومة نتنياهو ما زالت تصر على تأجيج الأوضاع، واشعال الموقف، بما يهدد أمن واستقرار المنطقة التى تشهد تحديات واضطرابات ولا تتحمل تفاقم الأوضاع.
على صعيد الحرب «الروسية ــ الأوكرانية»، فإن الأوضاع أيضا تتفاقم، وتتلاشى معها مبادرات وجهود الوصول إلى حل أو تسوية سياسية لإنهاء الأزمة المتفاقمة، والتى كبدت العالم خسائر فادحة، ومعاناة مؤلمة، ولا يبدو فى الأفق أى حل فى ظل تمسك المعسكرين بالتصعيد وربما تتمدد الحرب إلى مناطق أخرى لو حدث أى خطأ ما.
فى ظل التفوق والتقدم الروسى فى الأراضى الأوكرانية وسيطرته على بعض المناطق المهمة، وتدمير البنية التحتية والعسكرية الأوكرانية، فإن الغرب يعلن دعمه الكامل لأوكرانيا وهو ما تشير إليه التقارير حيث اتجاه أمريكا وأوروبا لإمداد كييف بأسلحة جديدة سواء من خلال الدبابات الأمريكية «ابرامز»، أو الألمانية «ليوبارد ــ 2» وهى دبابة قوية، يخشى الغرب تسليمها لأوكرانيا التى تصر على الاستعانة بها بالإضافة إلى صواريخ جديدة ونظم دفاع جوى وآليات عسكرية وصلت الأمور إلى الحديث عن تسليم مقاتلات لأوكرانيا ولكن هذه مجرد اجتهادات فى ظل التفوق الجوى الروسي، وسيطرته على سماء أوكرانيا، وتدمير بنيتها التحتية العسكرية وافقادها السيطرة العسكرية، الجانب الروسى اطلق العنان للتهديد والوعيد فى حال تسليم الغرب أوكرانيا دبابات أمريكية وألمانية وأسلحة أخري، وأنه سوف يعمل على تدميرها واستهدافها وضرب مخازن السلاح فى أوكرانيا، كل ذلك يكرس حقيقة مهمة أن الحرب «الروسية ــ الأوكرانية» فى طريقها إلى التصعيد والتمدد واستمرار تداعيات الأزمة، ويرى بعض الخبراء والمراقبين أن الأزمة قد تمضى  بالعالم إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، خاصة فى ظل الانقسام إلى معسكرين، الأول يعمل على استمرار الهيمنة والنفوذ واستنزاف المعسكر الآخر، وعدم السماح له بالنفاذ إلى سدة العالم من خلال حروب ومخططات ممنهجة تعمل على ايقاف تقدمه فى ظل التوقعات التى تشير إليها مراكز الدراسات  والخبراء إلى صعود قوى عالمية جديدة على قمة الاقتصاد العالمى على حساب القوى المهيمنة الآن، فى حين يرى المعسكر الثانى ضرورة التمسك بولادة نظام عالمى جديد، أكثر عدلًا حسب كلامه، ولا بد من وقف الهيمنة وسياسات الكيل بمكيالين، والتصدى لمحاولات اختراق الداخل بأفكار ثورية ممنهجة ومتعمدة والتصدى لمنع الاقتراب من الحدود وتهديد الأمن القومى وهذه الأبعاد يمثلها الجانب الروسي، ويراهن الآن على تفكيك وانقسام الموقف الغربى من خلال الضغط بمنع امدادات الطاقة، وهو ما يحدث من وجهة نظره انقساما فى الداخل، أو دول هذا المعسكر من أجل التخلى عن أوكرانيا، وتركها تلقى مصيرها إذا كانت تمس الأمن والاستقرار الداخلى لدول المعسكر الغربى فى ظل تنامى الاحتجاجات الشعبية الداخلية فى دول هذا المعسكر.
لكن الملخص ان هذه الحرب لن تنتهى الآن ومقومات ومؤشرات تصاعدها تعلو يوما بعد يوم، فى ظل التحركات العسكرية الأخيرة بالإضافة إلى باقى الدول التى تلتزم الحياد تشهد ضغوطًا مكثفة، فى ظل عمليات ومحاولات الاستقطاب الحاد، للانحياز لمعسكر على حساب آخر، وهو ما يرفضه الكثير من الدول وتتمسك بعلاقات قوية مع دول المعسكرين.
لكن هناك نذر مواجهات أخرى تبدو فى الأفق، خاصة فى ملف الأزمة «الصينية ــ التايوانية» أو «الصينية ــ اليابانية»، أو ما بين الكوريتين «الشمالية والجنوبية» وسط احتكاكات وتحرشات عسكرية تتعاظم من آن لآخر فى ظل معطيات التصعيد العالمي، اتجهت بعض الدول إلى تأسيس واستعادة جيوشها الوطنية ورصد  ميزانيات ضخمة من أجل تحقيق هذا الهدف وهو ما يبرز توجهات ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية نحو استعادة جيوشهم الوطنية التى تراجعت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو إحدى نتائج الحرب الروسية ــ الأوكرانية وفى ظل تنامى التهديدات ونذر الحرب، ومخاوف على أمن هذه البلدان، وهو ما يجسد قيمة وحتمية ومكانة الجيوش الوطنية فى حماية الأمن القومي، ودرء التهديدات والحفاظ على الأمن والاستقرار، فقوة الجيوش الوطنية هى قلب وعقل وعمود الخيمة فى الأمن وهو ما يجعلنا نوجه التحية والإجلال والاعتزاز والفخر بجيش مصر العظيم الدرع والحصن والسند وحامى حمى الأمة المصرية، وسر تفوقها، وأمنها واستقرارها والمدافع والحافظ الشريف لأمنها القومي، فالاستثمار فى الجيوش الوطنية  هو الاستثمار الأمثل لضمان الوجود والبقاء فى عالم لا يعرف إلا الصراع والقوة والقوى يأكل الضعيف وصدق الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا القائد العظيم الملهم «العفى محدش يقدر ياكل لقمته» تلك الاستراتيجية التى جعلت مصر تأمن وتطمئن وشعبها يثق فى قدرته على الأمن والاستقرار لذلك لا نملك إلا أن نوجه التحية لجيش مصر العظيم.
بعيدًا عن الحرب الروسية ــ الأوكرانية، هناك اشعال للفتن والصراعات ولكن بوسائل وطرق أخرى فلا أدرى ما سر هذه التناقضات.. الدول الأوروبية أو الغربية تخدعنا بالشعارات البراقة من الحرية والديمقراطية وحرية الاعتقاد واحترام الرأى الآخر، وفى ذات الوقت تسمح للمتطرفين والمتشددين والمرضى بحرق «المصحف الكريم» القرآن العظيم «الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه» فهذا التصرف «الهمجى المتطرف العنصرى» يأتينا من دول عانت من  ويلات الإرهاب والدهس، وهم بذلك يغذون التطرف والعنصرية، ويجدون فرصا أمام المتطرفين من الجانب الآخر لمزيد من الإرهاب الذى يودى بحياة الأبرياء فأين حرية الاعتقاد واحترام الأديان والرموز الدينية؟ ولماذا الإسلام بالذات؟، ولماذا يدافعون عن الإرهابيين من تجار الدين ويعتبرونهم من المعارضين السياسيين؟ ويتفنون فى المساس باحكام القضاء النزيه، وفى ذات الوقت يسمحون للمتطرفين فى دولهم بالتجرؤ والإساءة للقرآن الكريم وحرق المصحف الشريف أمام مرأى الجميع هذه ليست حرية، ولكنها عنصرية وتطرف بغيض.. فالغرب هم من يدعمون ويمولون ويحمون الميليشيات والجماعات الإرهابية، ويستضيفونهم فى بلادهم ويوفرون لهم الملاذ الآمن، بل والمنابر والأبواق الإعلامية التى تنهش فى سمعة أوطانهم بالكذب والتدليس والخداع والتزييف وترويج الشائعات، فلا أجد أى مبرر لبريطانيا التى تتشدق بحقوق الإنسان وصدعتنا بقضية المجرم علاء عبدالفتاح وفى ذات الوقت تحمى وتؤوى أئمة التطرف والإرهاب والتشدد وتغدق عليهم المال وتوفر لهم  الملاذ الآمن، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الإرهابيين هم مجرد أدوات فى أجهزة مخابرات الدول الغربية، وعندما يلدغون بعملياتهم الإرهابية، يهرولون إلى مصر لطلب النصيحة، لذلك فإن هناك تجار دين، وتجار حقوق الإنسان والهدف من وراء ذلك النيل من الدول واستهدافها بالفتن والتدمير والهدم، لذلك سقطت بعض الدول فى المنطقة بسبب هذه المؤامرات والمخططات التى استخدمت فيها قوى الشر التطرف والتشدد وجماعات الإرهاب والتجارة بالدين وخدعت وأوهمت الشعوب بالحرية والديمقراطية والازدهار، وما كان كل ذلك إلا فخاخًا نصبت للشعوب لاصطياد دولها وجرها إلى مستنقعات الفوضى والضياع.
هناك أيضا مشعلو الفتن فى الداخل فلا أدرى الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الناس يهاجمون الدين ورموزه ويهاجمون الحجاب رغم انهم الاكثر تجارة بالحرية فلماذا لا يحترمون المحجبة وغير المحجبة؟ وكل واحد يلبس على كيفه وما يراه مناسبًا لماذا نحجر على الناس يا أرباب الحرية والتمدين والديمقراطية؟
عانينا طويلًا من محاولات فرض الأفكار والأزياء على الناس، لذلك نحترم كل رأى وكل زى سواء حجابًا أو بدون حجاب ولا نتعرض لأحد يمارس حريته بما يتفق مع النسق الأخلاقى للمجتمع، لذلك أرفض من يهاجمون الحجاب ومن يهاجمون «المايوه» و«الهوت شورت» هذه هى الحرية التى يتشدق بها الحاقدون والكارهون لأنفسهم، ومن يدافعون عن الحرية والديمقراطية، فلا أدرى لماذا فجاجة التناقض، والازدواجية سواء على مستوى دول الغرب أو بعض النخب المريضة بالانفصام العقلى والفكري، ولا تدخر جهدًا فى اشعال الفتن والهجوم على الدين لذلك عانينا من تجار الدين، والحاقدين على الدين، والأفضل أن نترك للناس الاختيار فى أفكارهم ومعتقداتهم وازيائهم، فأنت حر ما لم تضر، «ولا تزر وازرة  وزر أخري» فالمولى عزوجل  هو من يحاسب «فمن شاء فليؤمن ومن يشاء فليكفر» ثم قوله عزوجل «وهديناه النجدين» فالدين والحياة اختيار والاختيار مبدأ  اساسى من حقوق الإنسان.. لكن بعض النخب المريضة تمثل الوجه الآخر للإخوان المجرمين، ولا يحترمون اختيار الناس، ولا يتركون الحرية لهم، ويتعالون عليهم، ويفرضون نسقًا خاصًا يتواكب مع افكارهم المتطرفة وان اختلفت الاتجاهات لكن فى النهاية هم وجه آخر لعملة واحدة، لذلك علينا ان نحترم هوية هذا الشعب واختياراته ومنظومة اخلاقياته التى حاولت الجماعة الإرهابية تغييرها لصالح أخرى مستوردة ويحاول الآن بعض النخب توجيه بوصلتها إلى نسخة أخرى مستوردة لذلك فهؤلاء  والإخوان لا يعرفون الدين الصحيح وبعيدون تماما عن تعاليمه وجوهره السمح و»وسطيته» التى ترسخ الإنسانية فى اسمى معانيها.
الحقيقة ان السياسة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تتبنى الحكمة والتوازن فى العلاقات ولا تجنح نحو الصراعات والتوترات وتعظيم الحلول والتسويات السياسية سواء لمنع الصراع، أو الوصول إلى حلول لإنهائه.
مصر الحكيمة التى تعيش فى محيط إقليمى مضطرب تحرص على تهدئة الأوضاع، وترسيخ الأمن والاستقرار فى المنطقة ومواقفها وثوابتها الشريفة معروفة للجميع، فهى لا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول وتحرص على إرساء قواعد الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع الدول وترى أن ما يهدر من وقت وموارد فى صراعات لا تفضى إلا لخسائر واستنزاف للموارد وتعطيل مسيرة البناء والتنمية لصالح الشعوب يمكن ان يحل عبر حلول وتسويات سياسية.
من هنا تبذل مصر جهودًا مضنية وخلاقة من أجل تهدئة الصراعات وانهاء الحرب بالتعاون مع الشركاء الدوليين، فهى التى تعمل على تهدئة الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وتسعى إلى استئناف المفاوضات وصولًا لإحلال السلام، وهى أيضا من اطلقت المبادرة من قمة العالم للمناخ بشرم الشيخ للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الروسية ــ الأوكرانية لإنهاء الحرب والمعاناة الدولية، وهى الدولة التى لم تعتد على أحد.. وتصر على الحفاظ على أمنها القومى وحقوقها المشروعة بالطرق والوسائل السلمية والسياسية التفاوضية، رغم أنها دولة عظيمة وكبيرة ولديها جيش وطنى عظيم هو الأقوى أفريقيًا وعربيًا وأحد أقوى جيوش العالم لكنها تدافع ولا تعتدي، وتجمعها علاقات قوية وشراكة استراتيجية وتبادل للمصالح المشتركة مع دول العالم خاصة الكبرى منها فتجمعها علاقات شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا رغم خلافات وصراعات هذه الدول مع بعضها البعض، إلا ان مصر ترفض سياسة الاستقطاب أو الانحياز لمعسكر على حساب الآخر، وتجمعها علاقات استراتيجية مع الصين والهند ولعل زيارة الرئيس السيسى التاريخية للهند تجسد هذا المعني، وهى زيارة تاريخية ناجحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى  خاصة فى مجال الشراكة الاستراتيجية والتعاون فى كافة المجالات التى تحقق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية، فعلاقاتنا يسودها الاحترام المتبادل وتحكمها المصالح المشتركة لذلك فعلاقاتها مع الجميع متوازنة وقوية، ولعل زيارة الرئيس السيسى لأذربيجان وأرمينيا، تعد نموذجًا للدبلوماسية الرئاسية المتوازنة والحكيمة التى تبنى علاقات التعاون والشراكة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتحقق تبادل المصالح والمنافع وتبادل الفرص فى توقيت دقيق يمر به العالم ويعانى من ويلات أزمة اقتصادية عالمية.
من لا يرى النور، أعمي، لذلك فان ما حققته «مصر ــ السيسي» فى ملف العلاقات المصرية مع دول العالم، يعد تفوقًا غير مسبوق وانجازًا عظيمًا يشير إلى نجاح كبير للدبلوماسية الرئاسية فى بناء شبكة علاقات دولية تجسد مبادئ وثوابت مصر، وتحقق مصالحها خاصة أن هذه العلاقات والشراكات الاستراتيجية أضافت لمصر، وحققت مصالحها فى كافة المجالات واستفادت من قدرات وخبرات الآخرين ونجحت فى ترويج الفرص المصرية، وجذب الاستثمارات وزيادة معدلات التبادل التجاري، والتعاون فى مجالات مصر فى حاجة إليها من خلال تجربتها الملهمة فى البناء والتنمية، فالانفتاح على العالم وفق المعايير والثوابت والمبادئ المصرية هو النموذج المثالى فى رأيي للتعاون الدولي الذى يسعى إلى تحقيق مصالح وآمال وتطلعات الدول والشعوب، بعيدًا عن الانغلاق أو الصراعات والتوترات والتجاذبات التي لا تحقق أى هدف سوى اهدار الوقت والفرص والموارد.
لم تكن مصر أبدًا سببًا لصراعات أو توترات ولكن دائمًا تسعى للأمن والاستقرار والسلام وانهاء الأزمات والصراعات، والتوسط لدى اطراف الصراع بنزاهة وحيادية وشرف وصدق، لم تسع مصر أبدًا لبث الفتن، واشعال المواقف والحروب ولكنها كانت وستظل الطرف الشريف الذى يرفع ويعظم من شأن القرارات والمواثيق والقوانين الدولية والأممية وتلتزم بها التزامًا عظيمًا.
مصر كما تبذل جهودًا خلاقة ومستمرة من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في العالم على الجميع ان يلتزم بنفس القواعد والمبادئ حتى يعم السلام العالم، وعلى الداخل فهم ابعاد الرسالة والحالة المصرية والتوقف عن اشعال الفتن والأزمات والخلافات والابتعاد عن المناطق ذات الخصوصية، وتجنبها من خلال روح وطنية واخلاقية تفسح المجال أمام ترسيخ الأمن والاستقرار والاصطفاف الوطني.

تابع مواقعنا