أتدري متى يخون المنصتون أصحاب الابتسامة الصفراء؟

الخيانة خلق ذميم حرّمه الله تعالى ونهى عنه في كل الأديان السماوية وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تخُن مَنْ خانك"

وأقول إن من أسوأ ما قد يرتكبه الإنسان عبر سنوات حياته أن يتفوه بأحاديث وأسرار لأشخاص تجردوا من معاني النخوة واتصفوا بصفات المكر والخديعة، اصطنعوا الود وعابونا في ظهورنا، اصطنعوا النصيحة وتظاهروا بالنصيحة والوعظ وطعنونا شر طعنة فلا بارك الله في تلك النوعية من البشر.

أشخاص مخلصون 

في حياة كل منّا أشخاص مخلصون يستحيل أن يمر يوم دون رؤيتهم أو حتى مهاتفاتهم، ففي قربهم نجاة، وهناك فريق آخر يتسللون إليك ويرتدون ثياب النصح والإرشاد، تعتلي وجوههم ضحكات صفراء يحملون بين جنباتهم أرواحًا شريرة وقلوبًا سوداء كالليل البهيم ونفوس حاقدة وعيون نايمة وحاسدة تفضحهم المواقف وتتجلى حقيقتهم، فلا تعرهم أدنى اهتمام.  
دعهم وشأنهم يعيشون في غيهم وسط أوهامهم.

وإياك أن تُخبر أحدًا عن يدك التي تؤلمك، أو تخبر أحدًا عما يُبكيك، وإياك تخبرهم بنقاط ضعفك واستوثق بربك ففي حَماه النجاة 
واعلم أن صديق اليوم قد يكون عدو الغد.

كلمات قاسية دون مراعاة المشاعر

والمتأمل في واقع الناس يرى العجب، فبعضهم ظنان لديه قصور في الفهم يبلور الأمور من وجهه نظره وضميره المريض، وبعضهم يذبحك بكلمات قاسية دون مراعاة لشعور أو إحساس، والبعض الآخر يستدرجك بعبارات رقراقة  حتى ترمي إليه أسرارك، فلا تترك لأحد فرصة استغلالك ودع سرك بين نفسك وربك ولا تخبر أحدا بما هو آت، فالعين حق تدخل الرجل القبر.

والله سبحانه وتعالى قد فطر الناس على الألفة والمودة، فالإنسان اجتماعي بطبعه، يألف ويُؤلَف، ولكن عليه الانتقاء جيدًا لمن يدخلون دائرة حياته واهتماماته.
فلا ندري متى يخون المنصتون؟