الأحد 09 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من جوامع الدعاء النبوي

السبت 01/أبريل/2023 - 08:35 م

 في معرض القيامة العظيم، والرهبة تفرش رداءها على الجميع، نجد مشهدًا بهيجًا عذبًا قد وصفه لنا النبي صلى الله عليه وسلم، ولنرى المشهد من لحظته الأخيرة وذروته الكبرى، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فيأتوني فيَقولونَ: يا مُحَمَّدُ، أنْتَ رَسولُ اللهِ، وخاتَمُ الأنْبِياءِ، وغَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ، وما تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لنا إلى رَبِّكَ، ألا تَرَى ما نَحْنُ فِيهِ؟ ألا تَرَى ما قدْ بَلَغَنا؟ فأنْطَلِقُ، فَآتي تَحْتَ العَرْشِ، فأقَعُ ساجِدًا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ ويُلْهِمُنِي مِن مَحامِدِهِ، وحُسْنِ الثَّناءِ عليه شيئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لأَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقالُ: يا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأرْفَعُ رَأْسِي، فأقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي، فيُقالُ: يا مُحَمَّدُ، أدْخِلِ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِكَ مَن لا حِسابَ عليه مِنَ البابِ الأيْمَنِ مِن أبْوابِ الجَنَّةِ، وهُمْ شُرَكاءُ النَّاسِ فِيما سِوَى ذلكَ مِنَ الأبْوابِ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، إنَّ ما بيْنَ المِصْراعَيْنِ مِن مَصارِيعِ الجَنَّةِ لَكما بيْنَ مَكَّةَ وهَجَرٍ، أوْ كما بيْنَ مَكَّةَ وبُصْرَى.
هكذا نجد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أعظم من دعا الله وذكره وحمده.
فمن بين كل العباد الذين رفعوا أيديهم إلى السماء داعين الله - عز وجل - قائلين: (يارب)،  يأتي سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في المقام الأسمى، فهو الذي حقق مقام العبودية والافتقار إلى الله في أعلى درجاته، لذلك نقول غير مبالغين: لو أن العباد جميعا من لدن آدم أبي البشر إلى أن تقوم الساعة، وقفوا في صعيد واحد داعين الله سبحانه كلٌ بما يريد  ويتمنى، ولو افترضنا أن الله لن يستجيب إلا لعبد واحد فقط من أولئك الداعين، لكان هذا العبد هو سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو أجدر العباد بأن تنفتح لدعواته أبواب السماء، ويتلقاها الله بالقبول.
وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب جوامع الدعاء ويتخيرها، ويأمر بها أصحابه -رضوان الله عليهم-، وجوامع الدعاء هي دعوات دعا بها رسول الله ربه، موجزات في لفظها، عظيمات في معناها، جامعات لكل خير يرجوه العبد من ربه، ولكل شر يستعيذ  منه العبد بربه، وهذه الكلمات بإيجاز لفظها، وقلة كلماتها، وروعة وعظمة معانيها، سهلة الحفظ على كثير من الناس، يرطبون بها ألسنتهم، ويضرعون بها إلى مولاهم جل في علاه، ولم لا، وقد خرجت من قلب ولسان أعظم الخلق وأفصحهم  سيدنا رسول الله، وقد صح في هذا المقام الكثير من الأحاديث النبوية، التي اشتملت على أدعية لسيدنا رسول الله في مقامات مختلفة، وقد أُلفت فيها كتب مخصوصة، وسنتخير بعضًا من هذه الأدعية المباركة، حتى نقتدي بها في دعائنا، وإن دعاء يدعو به العبد فيه ربه، مقتديا فيه بخير الدعاة رسول الله، جدير أن تفتح له أبواب السماء، وأن يتقبله الله بالإجابة.
فهيا معا نرفع أكف الضراعة إلى الله مرددين بقلوب وألسنة نسأل الله أن ينزع منها الرياء والنفاق والبغضاء، وأن يعمرها بالتقوى والإخلاص: 
1- (اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفى الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار).
2- (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى).
3- (اللهم إني أعوذ بك  من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء).
4- (اللهم إني أعوذ  بك من زوال نعمتك، ووتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك).
5-(اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء).
6- (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك).
7- (اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي).
8- (اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار).
9- (اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمرى، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زیادة لي من كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر).
10- (اللهم اني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي)
وبعد إخوتي الأحباب: يعلم الله أني ما رددت هذه الدعوات بلساني وقلبي، وخصصت بها نفسى أو قصرتها علي، بل أشهد الله أني عممت الدعاء بها لي ولكل أخ مسلم بظهر الغيب، فاللهم استجب دعاءنا يارب العالمين.

تابع مواقعنا