الجمعة 03 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عمرو خالد: المنازل السبعة والعشر الأواخر.. فكرة ذهبية توصلك لليلة القدر كما فعل النبي ﷺ والصحابة

عمرو خالد
دين وفتوى
عمرو خالد
الثلاثاء 11/أبريل/2023 - 05:08 م

 كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن فكرة ذهبية توصلك لليلة القدر (اليوم الذهبي) كما فعل النبيﷺ والصحابة، تقوم على الجمع بين عدد كبير من الحسنات: صلة رحم، زيارة مريض، ذكر، توبة، مساعدة الغير، جبر خواطر وغيرها في يوم واحد.

فكرة اليوم الذهبي   


قال خالد في الحلقة العشرين من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، إن "فكرة هذا اليوم وإن كانت ليست بهذا المسمى أصلها عند النبي صلى الله عليه وسلم، لكن توصلت لها من حديث للرسول صلى الله عليه وسلم حين سأل عن  أعمال الخير، وكان أبو بكر هو من جمعها كلها صباحًا.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟"، قال أبو بكر: أنا، قال: "فمَن تَبِعَ منكم اليوم جنازة؟"، قال أبو بكر: أنا، قال: "فمَن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟"، قال أبو بكر: أنا، قال: "فمَن عاد منكم اليوم مريضًا؟"، قال أبو بكر: أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعْنَ في امرئ إلا دخل الجنَّة".

يوم ذهب تفرح به يوم القيامة 


واقترح إمكانية تطبيق هذه التجربة لمدة يوم واحد شهريًا، يتم فيه جمع عدد كبير من الحسنات ليكون يومًا ذهبيًا نفرح به يوم القيامة يوم تعرض أعمالنا بين يدي الله تعالى.

وقال خالد إن أفعال الخير كانت هي سر إجابة الدعاء في قوله تعالى: "وَزَكَرِيّا إِذْ نَادَىَ رَبّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ *فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىَ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ".

وأشار إلى خصال الخير التي اجتمعت في سيدنا داود في قوله تعالى: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ* إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ* وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ* وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ".

وأوضح خالد أن الأقوى والأجمل هي جمع العبادات والمعاني الروحية التي يحبها الله.. منازل الروح السبعة، وهي: التقوى، اليقين، التوكل، التسليم، الرضا، العبودية، المحبة.

وتابع: "منزلتا التقوى، واليقين هما بناء الداخل، والذات، ثم ترتقي لمنازل التوكل، والتسليم، والرضا؛ لتتمكن من العيش في معترك الحياة، كما دعا إبراهيم النخعي، ربه فقال: "اللهم إني توكلت عليك واجتهدت في تربية أولادي فلم أقدر فسلمت لك أن تربي أولادي وإني لراض بما تقضي"؛ فجمع منازل التوكل والتسليم والرضا في دعوة واحدة".

واستدرك: "ثم تأتي منزلتا العبودية أن تشعر بمعني كلمة الله أكبر، أكبر من الدنيا وما فيها، ويجمع ذلك كله منزلة محبة الله لأن كل المنازل قائمة على فكرة الحب".

أنواع ممن يحبهم الله

وأبرز خالد، أنواعا ممن يحبهم الله، وهم: 
1-  المحسنون: ورَد ذكرهم خمس مرات في القرآن الكريم، من بينها: ﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

2- المتقون: ورَد ذكرهم 3 مرات في القرآن الكريم، إحداها ﴿بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ ]٧٦ آل عمران].

3 - الصابرين وردت مرة في قوله تعالى: "وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ"، الصبر، تسليم لله. 
4- الحب: “يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ”.

كيف تجمع المنازل السبعة وتعيش بها في يومك؟

اقترح خالد كتابتها في ورقة، مع ربط احتياجاتك بكل واحدة.
أزمة: تسليم. 
نعمة: رضا. 
مشروع: توكل. 
خطأ أو ذنب: تقوى. 
أمنية أو حلم: يقين وحسن ظن.. عبودية. 
الناس: حب مستمد من حب الله. 
ونصح خالد بربط الذكر بكل منزلة، قائلًا: "الاستغفار يؤدّي للتقوى، والتقوى تزيد من تركيزك في كُل شيء تفعله في الحياة، فالاستغفار يصحّح مسارك في الحياة، ويضبط لك حياتك، ويزيد رزقك، ألزم نفسك بالاستغفار كل يوم ولو بعدد قليل منّه، لكن لابد أن تداوم عليه يوميًا.

أوضح خالد أن الإحسان يبث في الإنسان الهدوء والطمأنينة والهداية والنور والسكينة والراحة النفسية والأمل على الرغم من كل الآلام والمشاكل التي قد يعاني منها، مبنيًا أن هذه الكلمات جمعها القرآن الكريم في كلمة واحدة سماها (الحياة الطيبة)، حيث يقول تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}.

ولاحظ خالد أن القرآن لم يستخدم كلمة السعادة في الدنيا فلا يوجد في القرآن الكريم كلمة السعادة على الدنيا، فالسعادة تأتي دائما مع ذكر الجنة {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا}.. أما الدنيا فاستخدم الحياة الطيبة.

وعرّف السعادة بأنها تعني أنه لا يوجد أي ألم أو معاناة، ولكن الحياة الطيبة رغم الألم ورغم المعاناة فهي حياة حلوة، عندما تنظر لها من أعلى ونظرة عامة عنها تقول أنا أعيش حياة حلوة طيبة

وذكر خالد أن عالم النفس الحديث (مارتن سليجمان)  لا يتحدث عن السعادة، وإنما يتحدث عن "الحياة الطيبة"، تأكيدًا لما توصل إليه القرآن قبل 1400 سنة.

واختتم خالد بذكر القاعدة العشرين من قواعد "الفهم عن الله"، وهي: إذا أعانك الله أن تعيش بالمنازل السبعة مجتمعة فقد فتح لك أوسع باب للإحسان وأعطاك مفاتيح النجاح في الحياة وأذاقك حلاوة العيش بالحياة الطيبة وكتبك ممن يحبهم ويحبونه.

تابع مواقعنا