السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وما زال النداء مستمرًا

السبت 15/أبريل/2023 - 09:30 م

انتهى رمضان أو كاد، ولم تتبق منه إلا سويعات قلائل ونودعه وداع محب مشوق يرجو لقاءه في العام القابل، ونسأل الله أن يعيده علينا أعواما عديدة، وأزمنة مديدة.

نودع رمضان بعد أن حل علينا - كما قلنا من قبل- ضيفًا عزيزا نتمنى أن يرتحل عنا بشهادة في حقنا أننا قمنا معه بواجب الضيافة وما أحسب رمضان إلا وسيأتي شاهدًا يوم القيامة، يقف بين يدى الله عز وجل مدليا بشهادته عمن أكرمه وأحسن فيه، ومن أساء فيه وقصر، وشهادته مقبولة عند الله، فهو قرين القرآن في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة)، والصيام عبادة تقع في رمضان فرضا، والقرآن شافع مشفع، وما حل مصدق، كما قال رسول الله. 

يرحل عنا رمضان، وتغيب عنا مظاهر إيمانية واجتماعية عشناها على مدى ثلاثين يومًا وليلة، مساجد عامرة بالركع السجود، ألسنة تلهج بالذكر والتسبيح وقراءة القرآن، وصون للجوارح عن الحرام قیام واعتکاف وتهجد، بر وإحسان ومواساة وتكافل، فضلا عن المظاهر والعادات الأخرى التي اعتادها وألفها الشعب المصري منذ زمن بعيد، والتى تجعل لرمضان روحا، وتشيع فيه بهجة لا تجدها في أي قطر أو بلد، بشهادة أهل هذه البلاد أنفسهم، فهل ستفرغ المساجد من عمارها، وتصمت ألسنة الذاكرين عن الذكر وقراءة القرآن، هل ستنقطع مظاهر البر والتكافل، وتنطلق الجوارح معربدة مرة أخرى بعد أن ألجمها وهذبها صيام رمضان؟ هل سينقطع صوت الشيخ محمد رفت بقراءاته؟ وينقطع صوت الشيخ النقشبندى بتواشيحه؟ لعل البعض يقول: لن ينقطع صوتهما، فسيظلل الشيخ رفعت صادحا بالقرآن، وسيظل الشيخ / النقشبندى مغردا بتواشيحه وابتهالاته، وأقول: استمع إليهما فى رمضان، واستمع إليهما في غير رمضان وفي نفس المقاطع، وستدرك الفرق الذي أعنيه، وما أقصده بانقطاع صوتهما إن رمضان أسبغ عليهما من روحه ونفحاته، وأفاض عليهما من روحانياته، فهما في رمضان غيرهما في غيره من الشهور. 

أيها الإخوة: انقضت تقريبا  أيام رمضان، ومضت لياليه، ولكن النداء الإلهى ما زال مستمرًا لم ولن ينقطع، ينادى الله فيه على باغي الخير الذى استجاب للنداء، وأقبل على الله بالطاعة والعبادة فى رمضان ليظل على إقباله وتقربه من الله لا يقصر، مداومًا على الصلاة والذكر وقراءة القرآن والبر والإحسان، وما زال النداء لباغي الشر الذى استجاب للنداء، فأقصر عن شره، وأمسك عن أذاه فى رمضان، ينادى عليه ألا يكف على إقصاره عن المعاصى، والغيبة والنميمة وغيرها، فما زال النداء مستمرا. 

أيها الإخوة: ما زالت أبواب رحمات الله مفتوحة، ومازالت خزائنة مملوءة، ومازالت يداه بالعطايا والمنح مبسوطة، ومازال باب التوبة مفتوحًا لكل من قصر وعصى وأذنب، وإن بلغت ذنوبه عنان السماء، فاستبقوا فيكم روح رمضان، وكونوا دائما على تواصل مع أعماله وطاعاته صومًا وذكرًا وتلاوة للقرآن وبرا وتكافلًا وإحسانا.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

تابع مواقعنا