الأربعاء 15 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الصاروخ بقى قلمي.. هدى حدادة تركت التعليم للإنفاق على شقيقتيها: لو اتعورت في الورشة بلزق إيدي وأكمل

هدى
كايرو لايت
هدى
الثلاثاء 09/مايو/2023 - 03:32 م

رغم صغر سنها ونعومة يديها، إلا أنها تحمل فوق كتفيها النحيلين مسؤوليات أرباب البيت، خاصة بعد انفصال والدها عنهم، تاركًا وراءه أم وثلاث فتيات، حيث قررت هدى ترك التعليم وهي في سن الـ 17 عاما، وأن تعمل على ماكينة خياطة من المنزل حتى تسهم في مصاريف المنزل.

بدأت المصاريف تزداد على الأب أحمد، فاضطرت هدى البالغة من العمر 20 عاما مساعدة والدها، حسبما روت لـ القاهرة 24، فبدأت بالخياطة من المنزل للأهل والأصدقاء والجيران، إلى أن أصبحت تمتلك 4 ماكينات خياطة ولكن بسبب ضيق الحال، باعت الماكينات واضطرت لنزول الشارع حتى تبحث عن عمل.

هدى الحدادة

واحدة معهاش غير ابتدائية هتلاقي شغل إزاي!؟..بهذه العبارة وصفت هدى الصعوبة التي واجهتها في الشارع خلال بحثها عن عمل، فكان صعبًا عليها أن تجد عملا وهي لم تكمل تعليمها، قائلة: أنا يدوب بعرف أكتب عربي، فنزلت واشتغلت مع منجد بعدين نزلت ورشة حدادة مع أصحاب أبويا.

كانت هدى الفتاة الوحيدة وسط الرجال بـ ورشة الحدادة: كنت أشطب الشغل وراهم، وأمسك الصاروخ وأقطع الحديد، وأصنفره وأرش بويا، بقيت بتنقل ما بين التنجيد والحدادة، واللي بيتعلم الشغلانة مش هيلاقيها صعبة وبيتعود عليها.

انفصل الأب عن والدة هدى، وأصبحت هي المسؤولة مسؤولية كاملة عن البيت وشقيقتيها الاثنتين، وعلى الرغم من رغبة أبيها في توقفهما عن التعليم، إلا أن هدى رفضت وقررت أن تنفق عليهما حتى يكملن التعليم، ويحققا ما لم تستطع هي تحقيقه.

الصاروخ بالنسبالي زي القلم بالظبط، هو اللي بقيت بمسكه وبقى سهل بالنسبالي، ولو اتعورت هحط حتة لزقة وأكمل شغل عادي، بينت هدى كيف أصبحت الحدادة جزءًا منها بمرور الوقت، ومثلما اقتصت من عمرها، كذلك أنوثتها ويديها التي أصبحت خشنة بها تجاعيد رسمتها مسكة الصاروخ.

ولعل أكثر الصعوبات التي تواجه هدى، هي الضغط النفسي الذي يؤثر عليها بسبب التفكير في المبالغ التي عليها سدادها، ومصاريف شقيقتيها، ورغم ذلك ترفض تمامًا ترك واحدة منهما تعليمها أو تعمل بالشارع، قائلة: مش هخليهم يشوفوا اللي أنا شوفته ولا يتحطوا في مسؤولية أكبر من سنهم.

كانت تتمنى هدى أن تكمل تعليمها، لكنها لم تحصل على فرصة حرية الاختيار، بل وجدت نفسها مجبرة على تحمل المسؤولية، لذلك تعلمت الصنعة والوقوف بين الرجال دون أن تتعرض لمواقف مؤلمة، موضحة: لما بقف وسط الرجالة بيحترموني ويدعموني وبيقولوا إني بـ 100 راجل.

تابع مواقعنا