الجمعة 17 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مصر وروسيا.. 80 عامًا من الدبلوماسية المثمرة وآفاق المستقبل الواعد

السبت 26/أغسطس/2023 - 06:59 م

تحتفل مصر وروسيا، اليوم السبت، الموافق السادس والعشرون من أغسطس الجاري بالذكرى الـ 80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل رسمي في 26/8/1943، ولكن العلاقات التاريخية بين القاهرة وموسكو تعود للقرون الغابرة، وليست مجرد دبلوماسية فقط، بل شهد التاريخ على متانه وقوة والترابط والتعاون بين أم الدنيا والدب الروسي، مع التطلع لآفاق تعاون مثمر في المستقبل بين البلدين. 

وبالعودة إلى التاريخ، نرى أن العلاقات التاريخية بين روسيا ومصر تعود للقرن الـ 10 الميلادي والتي مرت بعده مراحل ما بين قوة وضعف وتقارب وتباعد، حتى حل القرن الـ 18 الميلادي والذي ظهرت فيه بوادر الدبلوماسية بين البلدين حيث جرى افتتاح القنصلية العامة لموسكو في مدينة الإسكندرية.

ومع مطلع القرن التاسع عشر الميلادي بدأت تقوى العلاقات بين روسيا ومصر في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والعسكرية، حتى تم الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين القاهرة وموسكو في منتصف القرن العشرين الميلادي، حيث تم توقيع اتفاقية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 26 أغسطين 1943، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا التاريخ رمزًا لبداية عهد جديد من العلاقات التاريخية بين البلدين.

وحلت علينا بعد هذا التاريخ عقود كثيرة شاهدة على تعاون مثمر بين الجانبين المصري والروسي، بداية من موقف موسكو من دعم ثورة الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يوليو 1952، وكذلك خلال التصدي للعدوان الثلاثي 1956، ولا ننسى التعاون التاريخي بين المصريين والروس في بناء السد العالي، وبعد ذلك جاء الدوري السوفيتي على كافة الأصعدة مناصرًا لمصر في حرب الكرامة وتحرير الأرض عام 1973، وما تلى ذلك من أحداث في القرن الـ 20، كانت هذه أبرز محطاتها.

وننتقل مباشرة للعقد الأخير بداية من عام 2013 وحتى يومنا هذا وفي عهد الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، الذان شهدت العلاقات المصرية الروسية في عهدهما تطورًا غير مسبوق على كافة المستويات.

وكما يصفها الروس، فإن قوة علاقة روسيا ومصر المتينة خلال السنوات الماضية تعود إلى وجود كيميا وتقارب فكري وقيادي بين الرئيسين بوتين والسيسي، اللذين يلتقيان بشكل دوري منذ تولي الرئيس السيسي رئاسة الجمهورية عام 2014، وكان آخر هذه اللقاءات قبل فترة قليلة، حيث التقى الرئيسان على هامش قمة روسيا إفريقيا بمدنية سان بطرسبرج الروسية. 

التعاون المصري الروسي 

وكان العقد الأخير شاهدًا على تقارب مصري روسي غير مسبوق على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات، ولعل أبرز أوجه التعاون بين البلدين خلال الأعوام الماضية تتلخص في مشروعين من أضخم المشروعات التي تنفذ في مصر الآن وهما، مشروع محطة الضبعة النووية والذي شارف على الانتهاء وبدء الانتاج، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية التي تقوم بإنشائها روسيا بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وبناء على هذه المشروعات الضخمة، فإن أخر التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 500 شركة روسية تعمل في أرض مصر باستثمارات تقدر بحوالي 8 مليار دولار.

ولم تكن هذه أبرز محطات التعاون بين الجانبين فقط، بل هناك جانب آخر هام وهو البحث العلمي والتبادل بين الجامعات المصرية الروسية، وهو ما سلطنا الضوء عليه خلال الفترة الماضية وأكد عليه كبار المسؤلين الروس، ويتضح من ذلك أن هناك أكثر من 20 ألف طالب مصري يدرس في روسيا، وكذلك المنح الدراسية المجانية التي تقدمها موسكو للشباب المصريين. 

وتجلى التعاون المصري الروسي مؤخرًا في دعم موسكو للقاهرة في الحصول على عضوية مجموعة بريكس الاقتصادية، حيث حصلت مصر رسميًا على عضوية المجموعة في ختام أعمال القمة الـ 15 بجنوب إفريقيا الخميس الماضي، وتشير جميع المؤشرات على أرض الواقع وبناء على ما نراه من تقارب بين البلدين إلى مستقبل واعد ومبشر بالتعاون الاستراتيجي بين القاهرة وموسكو على جميع الأصعدة.

وأخيرًا وليس آخرًا، وبعد الحديث عن تقارب الحكومات والتعاون الاقتصادي، هناك جانب أخر لا يمكن إغفاله، وهو التقارب الشعبي الكبير والواضح بين المصريين والروس، في مختلف أشكال الحياة، ويتجلى التقارب الشعبي بين البلدين فيما نراه من عائلات مشتركة تتكون من أي مصري وأم روسية أو العكس، وهو ما شاهدنا مؤخرًا خلال حفل تكريم أسرة تتكون من أي مصري وأم روسية في البيت الروسي بالقاهرة احتفالًا بمرور سنوات كثيرة على زواجهما، وكذلك فأن هناك جالية روسية كبرى في مصر وكذلك الأمر جالية مصرية في روسيا، واللتين توضحان بشكل كبير مدى التقارب الشعبي الروسي المصري.

ختامًا:
يشهد التاريخ على مدار العصور على التقارب المصري الروسي متعدد الأوجه في جميع مناحي الحياة الرسمية وحتى غير الرسمية، وتعاون مثمر يشهد عليه الماضي وأخر يجسده أرض الواقع وأخير سيشهد عليه المستقبل خلال السنوات المقبلة.

تابع مواقعنا