السبت 01 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شيوخ عيرة وفتاة ليل مغلوبة على أمرها.. كيف كَشف أسامة أنور عكاشة المستور في موجة حارة؟ |تقرير

مسلسل موجة حارة
فن
مسلسل موجة حارة
الإثنين 02/أكتوبر/2023 - 01:20 م

تعودنا من الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، على تقديم أعمال فنية تعرض الواقع على طبق من ذهب، يجسد الحقائق بلا طلب ولا ثمن، وحتى بعد رحيله، لا يزال اسمه يرفرف من حولنا، وتُعيد لنا أعماله رائحة الزمن الجميل.

ولأن السيرة بالطبع أطول من العمر، سنقول من جديد وعمار يا إسكندرية يا جميلة يا مارية؛ وذلك بسبب عزم المخرج خالد يوسف مؤخرًا، على تقديم سيناريو فيلم الإسكندراني، أحد أعمال عكاشة المخبأة بمكتبته العريقة، الذي لم ير النور بعد، وبالفعل بدأ خالد تصوير مشاهد العمل، بطولة الفنان أحمد العوضي، ومجموعة أخرى من الفنانين.

وأحد أسباب انتظار الجمهور لـ فيلم الإسكندراني، ولـ عمل جديد يحمل اسم أسامة أنور عكاشة، هو النجاح الساحق، بل الاكتساح الذي حققته جميع أعماله السابقة، الذي ألفها وكتب السيناريو الخاص بها، وكذلك الأعمال الفنية التي أُخذت عن رواياته، والتركيز فيها على إبراز الأنواع المختلفة من الشخصيات، الذين يمثلون جزءا مهما من تشكيل هرم المجتمع المصري.

ومن أبرز تلك الأعمال، الملحمة الدرامية، مسلسل موجة حارة، المأخوذ عن روايته منخفض الهند الموسمي، والذي أخرجه محمد ياسين، لذلك نستعرض في السطور التالية كيف عبّر عكاشة عن الواقع الذي نعيشه وكَشَف المستور من خلال شخصيات المسلسل الواقعية والمتنوعة.

مسلسل موجة حارة

القاهرة لا ترحم يا عزيزي.. وكذلك الموجة الحارة

اصطحبنا أسامة أنور عكاشة، في رحلة غوص داخل أسرار وأعماق القاهرة وخباياها وما يدور بها من كوارث يوميًأ، وكذلك داخل عائلة العاجاتي، أشهر عائلات منطقة السيدة زينب، بجانب العديد من العائلات التي كان لها صلة بأحد افراد العاجاتي بشكل أو بآخر.

تمحورت أحداث العمل، حول فكرة الصراع بين الخير والشر داخل جميع الشخصيات، وذلك تزامنًا مع اجتياح موجة جارة للبلاد، وتعلقت قلوب جمهور موجة حارة، بـ أم سيد الأصيلة، وبـ شيرين بنت إجلال، وكذلك بـ هنية، الفتاة الريفية التي جاءت فاتحةً ذراعيها آملة أن تأخذها قاهرة المعز بالأحضان، ولكنها كانت أقسى عليها مما تخيلت، حتى وصفت هذه القسوة تلك الجملة التي جاءت على لسان أحد أبطال العمل: كله بيتفرم في القاهرة.. محدش بيعدي من تحت ضرسها.. القاهرة لا ترحم يا عزيزي.

بداية مسلسل موجة حارة

سعد العاجاتي شيخ الفضائيات.. وبعبارة أخرى شيخ المنسر

كبير عائلة العاجاتي، الشيخ سعد العاجاتي -بيومي فؤاد-، الذي ظن أنه لديه توكيل للحديث باسم الله، يكّفر من يشاء ويعطي ختم الهداية لمن شاء، المتخفي تحت مظلة قال الله وقال الرسول، وهو أول المذنبين والمخطئين، فكان يبدأ يومه بأذكار الصباح، وينهيه باتفاقيات غير مشروعة، فكان يتاجر باسمه للدعاية لرحلات عمرة وحج ويقبض ثمن ذلك، وكذلك يقبل فوائد البنوك، بجانب استغلال اسمه ومتاجرته بالدين، وظهوره في العديد من البرامج التليفزيونية، وكسب الأموال من وراء هذا، وهذا نموذج حي على الشيوخ العيرة المتخفين تحت لحيتهم واسم الدين.

بيومي فؤاد في مسلسل موجة حارة

حمادة غزلان القوّاد صباحًا والطفل المطيع لـ الشناوية ليلًا

حمادة غزلان -سيد رجب- ابن خضرة الشناوية، القواد صاحب القلب الطيب، والابن البار بأمه -خضرة- والأب المدافع عن شرف ابنته، قُدم في مسلسل موجة حارة، مثال لشخصية القوّاد، الذي يكسب احترامه لنفسه، من وراء شرف الفتيات، اللاتي يسرحهن في شبكات الدعارة التي يُديرها، وبرغم من شر وكراهية ما يفعله، إلا إنه خارج حياته المهنية هذه، يكون طفل مطيع لأبعد الحدود لوالدته، وأب يحب أولاده ويخاف عليهم، ويحاول إبعادهم عن مجال عمله الذي يعترف بحقارته، ولكن بالنهاية وتحقيقًا لمفهوم العدل، طُبق مثل طباخ السم بيدوقه في أبهى صوره، وتزوجت ابنته بشكل عُرفي دون علمه، مما دفعه للمدافعة عن شرفها، وكأن شرف باقي الفتيات لا حاجة له ولا ثمن.

سيد رجب في مسلسل موجة حارة
الشناوية والدة سيد رجب في مسلسل موجة حارة

العاجاتي ابن السيدة زينب.. والشكّاك في أصابع يديه

المقدم سيد العاجاتي -إياد نصار- أكفأ ضباط مكافحة الآداب، ونموذج للضابط الفاسد الذي أنسته مهنته وصعوباتها تربية السيدة زينب له، تغيّر للأسوأ وأصبح يستخدم سلطاته على هواه كيفما شاء، معاشرته للعاهرات وممارسي الدعارة وممارسي لعبة تبادل الأزواج، ملأت قبله بالشك في كل من حوله، وكما قالها ذات مرة: أنا قربت أشك في أمي، ملأ حياة زوجته بالشك، أصبح النسخة التي لم يُرد أن يكونها أبدًا، حتى قرر أن يقفز من السفينة قبل أن تغرق به، وقدم استقالته، حتى يستطيع أن يلملم شمل نفسه التي تبعثرت هنا وهناك؛ إثر تعامله مع مختلف أنواع البشر وأقبحهم، وبمشهد تقديم استقالته أعرب عما بداخله من غضب، قائلًا: إحنا رايحين على فين.. الناس رخيصة.. الشرف رخيص.. العدالة كِدبة.. القاهرة بتغوص في الوحل.. والعاهرة أشرف من السجّان.

إياد نصار في مسلسل موجة حارة

فتاة الليل صاحبة العفة والطهارة

قدم مسلسل موجة حارة، أهم نماذج هذا العصر، وهي فتاة الليل، أو الفتاة الممارسة للدعارة وللأفعال المخلة للآداب بشكل عام، فقدمت فرح يوسف، شخصية الفتاة التي وضعتها ظروفها المادية السيئة في مأزق، فكان لا خيار أمامها سوى بيع جسدها للحصول على عدة ملاليم لتجهيز شقيقتها للزواج، وإذا نظرت لها بعين القاضي، ستلقاها فتاة ليل تُؤجر بالساعة تستحق العقاب، ولكن إذا نظرت لها بعين الرحمة ومن منطلق أنه لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، ستجدها فتاة مغلوبة على أمرها، اضطرت لسلك سكك لم تكن تتمنى أن تمر عليها حتى عن طريق الخطأ، ومن أبرز جُملها بمشهدها الأيقوني: هي الدعارة إيه.. بيع جتت؟ طب ما إحنا بـ جتتنا بـ عيشتنا بـ مستقبلنا كله متباع.. ومتباع رخيص.

فرح يوسف في مسلسل موجة حارة
تابع مواقعنا