معلومات عن تاريخ القدس.. عربيّة من قبل الإسلام واحتُلت 21 مرة|صور نادرة

الإثنين 06/نوفمبر/2023 - 12:16 م

يوجد معلومات عن تاريخ القدس قد لا يعرفها الكثيرون وهي محفوظة في الكتب التراثية بالتفصيل وتعد شاهدة على عروبة القدس وقداستها بالنسبة للمسلمين خاصة، وكيف احتلها العدوان الإسرائيلي وحولها لمدينة مسلوبة الأرض والعرض، وعبر القاهرة 24 نعرض تلك المعلومات التاريخية، بالإضافة إلى موضوع تعبير عن القدس للصف الرابع الابتدائي.

معلومات عن تاريخ القدس

يجب أن يتعرف العالم على معلومات عن تاريخ القدس ليقدروا مدى الظلم الذي تعرضت له تلك المدينة التي كانت من أجمل المدن الفلسطينية، فقد تعرضت القدس لمحطات تاريخية مهمة ومؤثرة، بدأها سكانها الأصليون "اليبوسيون" وهم قبائل كنعانية عربية سكنوا القدس عام 2500 قبل الميلاد، وكانت تسمى القدس حينها يبوس نسبة إلى إله السلام عند الكنعانيين.

ومع انطفاء عصر اليبوسيون وقعت القدس تحت تصرف وحكم المصريين القدماء في القرن 16 ق.م، وكان يحكمها أخناتون إلا أنها سُلبت منه بفعل قبائل الخابيرو البدوية وهم أنفسهم العبرانيون بني إسرائيل أو "الهكسوس"، ثم استعادها الفرعون سيتي الأول وحكمها خلال الفترة بين 1317-1301 ق.م.

ومع بداية حكم البابليين "977-583 ق.م" استولوا على بلاد الشام وفلسطين لينتهي حكم المصريين القدماء لها وتدخل القدس تحت سيطرة نبوخذ نصر الذي استهدف اليهود في القدس ليصبحوا أسرى لديه، حتى حارب الملك الفارسي قورش البابليين وتغلب عليهم عام 539 ق.م لتنضم بلاد الشام بما فيها القدس لحكم الفارسيين.

وفي العصر اليوناني، دخلت فلسطين تحت حكم الإسكندر الأكبر عام 333 ق.م، لكنه توفى بعد 10 سنوات لتنتقل فلسطين إلى سلطة البطالمة والمقدونيون، وضم بطليموس فلسطين والقدس لتعود مرة أخرى تحت حكم الدولة المصرية القديمة، ولكن انقسام دولة الإسكندر الأكبر في عام 198 ق.م مكّن اليونانيون السلوقيون بقيادة سيلوكس نيكاتور من حكم القدس كجزء من سوريا، وبدأ تأثر القدس بالحضارة اليونانية القديمة.

وفي عام 63 ق.م استولى الرومان على القدس حتى عام 636م، وهي الحقبة التي شهدت ميلاد سيدنا عيسى وبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الحقبة أطول فترة خضعت فيها القدس لحكم واحد، إلا أن اليهود الذين كانوا فيها حاولوا التمرد على الحكم الروماني في الفترة ما بين 66 -70م، إلا أن محاولاتهم فشلت، وتعرضوا للطرد تمامًا من القدس في عهد الإمبراطور هادريان، وأصبح جميع سكانها من المسيحيين فقط، وعندئذٍ تغير اسم القدس إلى إيلياء.

ازدهر العهد المسيحي في القدس مع انتقال العاصمة الرومانية إلى بيزنطة وإعلان المسيحية دينًا رسميًا للدولة البيزنطية، وتم بناء كنيسة القيامة عام 326م في القدس، ولكن في عام 395م انقسم الرومان ووقعت القدس تحت حكم الفرس وعادت للرومان بعد 14 عامًا ثم في عام 636م انتهى العصر الروماني نتيجة الفتح الإسلامي وتسلم عمر بن الخطاب مفاتيح القدس وكتابته العهدة العمرية التي منعت اليهود من دخول القدس تمامًا والعيش بسلام داخلها للمسيحيين.

وبدأت النهضة الحضارية تزدهر في المدينة في عهد الأمويين والعباسيين ثم استمرت في عهد الدولتين الفاطميين والقرامطة، إلا أن السلاجقة استولوا على المدينة عام 1071م، وخضعت القدس للحكم الإسلامي طوال 5 قرون قبل أن تقع في قبضة الصليبيين الذين قتلوا قرابة 70 ألفًا من أهلها مسلمين ومسيحيين، وانتهكوا مقدسات المدينة.

منذ عصر الصليبيين تحولت القدس إلى حكم ملك كاثوليكي فرض مذهبه وشعائره على الأرثوذكس في المدينة، حتى تحررت القدس من الصلبيين على يد صلاح الدين الأيوبي في العصر الإسلامي الثاني "1187-1967م"، الذي هزمهم في معركة حطين، واهتم بإعادة حضارة القدس لأصلها وازدهارها وعامل أهلها بتسامح وسمح لليهود بالتعبد في القدس، ورمم المسجد الأقصى وحقق الاستقرار لفلسطين.

عاد الصليبيون للاستيلاء على القدس في عهد فريدريك الثاني ملك صقلية بعد وفاة صلاح الدين، ولمدة 11 عامًا قبل أن يحررها مجددًا الملك نجم الدين أيوب عام 1244م.

وبين عامي 1243-1244م، تعرّضت القدس لغزو المغول إلا أنهم عام 1259م هزموا على يد المماليك بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت، وانضمت القدس مرة ثالثة لحكم بلاد الشام ومصر، وفي هذه الحقبة ازدهر التعليم وبناء الكثير من المدارس والمكتبات، وحلقات العلم والزوايا كما تطورت الصناعات ومنها الذهب.

ودخلت القدس بعد معركة مرج دابق تحت سيطرة العثمانيين في القرن السادس عشر، وشيدت من جديد أسوار مدينة القدس وتم ترميم مسجد قبة الصخرة والجامع القبلي في المسجد الأقصى، وانتقلت إلى الانتداب البريطاني في الفترة بين 1917-1948م، وبدأ بإعلان وعد بلفور، مما ساعد على هجرة اليهود إلى القدس وفلسطين عمومًا ليبدأ الاحتلال الإسرائيلي عقب انسحاب بريطانيا من فلسطين ليعلن الاحتلال "دولة إسرائيل" وعاصمتها القدس الغربية.

وبفضل السيادة الأردنية، احتفظ الجيش العربي بالقدس الشرقية حتى عام 1967م والتي شهدت حربًا انتهت باحتلال اسرائيلي على سيناء، والجولان، وقطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس الشرقية التي تحولت لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.

كلمة عن القدس

لاشك أن إلقاء كلمة عن القدس في ظل هذه الأحداث المؤسفة التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية وخاصة غزة من قصف عنيف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واجب وطني لتعريف العالم بمكانة القدس وفلسطين، وكيف أن تلك الدولة تحملت عصور من الاضطراب وسكانها الأصليون يتعرضون الآن لإبادة جماعية وتهجير وقتل ودمار من قبل محتلين مدعومين من دول ظالمة.

وفيما يلي كلمة عن القدس:

القدس إحدى أقدم المدن في العالم، هي المقدسة لدى جميع أتباع الديانات السماوية، تحتضن معالم تاريخية لم تستطع دولة بأكملها احتوائها، فعلى مساحة 100 كيلومتر مربع فقط اجتمع المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، وكنيسة القيامة التي يحج إليها المسيحيون، وتاريخ شاهد على ميلاد سيدنا عيسى والإسراء والمعراج، هي درة الديانات المسلوبة.

تتميز القدس بموقعها الاستراتيجي، حيث تقع على مفترق طرق بين قارات العالم القديم الثلاث، وهي أوروبا وآسيا وأفريقيا، لذلك هي الآن مطمع للعدوان الإسرائيلي الذي استطاع إحكام قبضته عليها ظلمًا وافتراءً، فسقطت ثمار الزيتون ذابلة وجفت الأرض الطيبة وتدنست بأقدام اليهود المغتصبين، وأصبح المسجد الأقصى وقبة الصخرة مباحان بعد أن كان يهودي واحد لا يستطيع مجرد دخول القدس في تاريخ شهد مجد وازدهار الدولة الصامدة الأبية.

تعاني القدس اليوم من الاحتلال الإسرائيلي، الذي يهدد وجودها كمدينة مقدسة للديانات الثلاث، ولكن رغم كل محاولاته لتزييف التاريخ، ستظل رغم أنفه القدس مدينة سلام ومحبة، ورمز للتفاهم والتعايش بين الأديان، وستعود مرة أخرى كما عادت قديمًا مرات ومرات عربية آمنة، ونقول لليهود لا تتجاهلوا ماضيكم المكتظ بالطرد من بقاع الأرض فأنتم شرذمة فانون ومصيركم التيه لن يتغير إلى أن تقوم القيامة… سلام على أرض القدس وأهل فلسطين الأبية.