أنا صبري خلص أنت رحمتك فين؟.. كيف ترجمت هند صبري مشاعر ورغبات شخصياتها الفنية من خلال المنولوجات؟
إحدى النجمات المتربعات على عرش سينما الألفية الجديدة، صاحبة الخطوط العريضة في ذكريات كل منا، دوما ارتبطت أعمالها المتميزة بقضايا الجمهور على مدار سنوات عديدة، قدمت فيها هند صبري كل ما هو متجدد ومتنوع، فهي من رفعت الشعار الأجرأ في هذا المجتمع الشرقي، وقالت بعلو صوتها.. عايزة أتجوز، وهي جومانا الخجولة التي أوصلتها سذاجتها في فيلم بنات وسط البلد إلى أن تسأل رجلا متى فقدت عذريتك؟، وصاحبة المشاركة الصوتية المتميزة في فيلم هليوبوليس، ومريضة الإيدز التي علمت قيمة الحياة بعدما هُدّدت بسلبها منها، وبالطبع هي المناضلة دولت فهمي في كيرة والجن، ولوليا الغجرية، التي أكدتها أكثر من مرة “أن لا تخافوا ولكن احذروا”، فهي المتلونة دائمًا في اختياراتها.
وتحتفل اليوم الفنانة هند صبري بعيد ميلادها، حيث ولدت في مثل هذا اليوم 20 نوفمبر في عام 1979، وبجانب تقديمها للعديد من الأعمال الفنية السينمائية كانت أم الدرامية، تظل المنولوجات التي قدمتها هند صبري الأبرز في تاريخها الفني، عبرت عن كل كلمة تقولها بتعبيراتها وجميع حواسها، ونستعرض في السطور التالية أقوى منولوجاتها خلال الأعمال الفنية.
أنا صبري خلص أنت رحمتك فين؟.. المناجاة الربانية والعشم في الحديث مع الله
كنا على موعد في رمضان 2017، مع وجبة دسمة من المشاعر المختلطة بين الحزن والفرح والتعاطف، اعتصرت قلوبنا على أمينة الشماع -هند صبري-، مريضة اللوكيميا -سرطان الدم-، والتي كانت تعافر بكل طاقتها؛ لاستكمال جلسات الكيماوي دون أن ينفد صبرها، باحثةً في تلك الرحلة الشاقة عن حلاوة الدنيا، أملةً في أن تُنقي روحها المُهلكة من غبار الحزن والأسى طوال تلك الرحلة، وعندما جاءت اللحظة المنتظرة من مئات المتفرجين، وأخبر الطبيب المعالج لـ أمينة أنها شفيت من هذا المرض اللعين، ما لبث هذا طويلًا، وما دامت فرحتها هي وأسرتها، فعاد المرض لـ أمينة، ولكنها هذه المرة قررت التمرد عليه، من باب اليأس والاعتراض، وكان لها منولوج مميز بعد معرفتها بهذا الخبر، أخرجت فيه كل مشاعرها السلبية والخوف الكامن بداخلها، وناجت فيه ربها، متحدثةً معه بكل عشم، وجاء على هذا النحو: “أدخل المستشفى تاني؟.. وأخد السم الهاري في جسمي تاني، وأتعزل بين 4 حيطان تاني، عشان أخف وبعد شهرين يقولولي عندك كانسر تاني.. ده عادي؟ أنا بقى بعترض.. هو بيعمل فيا كدة ليه، هو أنا عملت إيه، هو أنا وحشة؟ هو بيعاقبني ليه.. عايز تختبر صبري؟ طب أنا صبري خلص.. أنت بقى رحمتك مبتخلصش رحمتك فين؟”.
تختلف وتتعدد معاني الحب في القواميس.. ولخصته هي في كلمات
اختلف الناس على معاني الحب، تم كتابة مجلدات في محاولة لفهم هذا المصطلح وتعريفه في خطوط عريضة، ولكن بلا جدوى، لم يتوصل أحد لمفهوم واضح يصف ما هو الحب، وما هو معناه الحقيقي، ومتى يشعر الشخص أنه مُحب، وكيف يتأكد من حبه للأشخاص، تتلف زواجات وينهار سكون البيوت، بسبب اختفاء ما يسمى بالحب، ولكن لعله ما كان حب من البداية، ولكن لجهل الناس بمفهومه الحقيقي، ينزلقون داخل فخ الحب بييجي بعد الجواز، وفي فيلم لعبة الحب الذي عرض في عام 2006، بطولة الفنانة هند صبري والفنان خالد أبو النجا، جمعهما مشهد حواري، وهو يشكو لها من الفتور الذي خيّم على علاقته بزوجته، لترد عليه قائلةً: “زمان كنت فاكرة إن الحب ده حاجة كبيرة أوي، زي إنك تقف قدام اللي بتحبه وتاخد رصاصة مكانه مثلًا، بس لما كبرت عرفت إن الحب أبسط من كدة بكتير، إنك تتنازل وتيجي على نفسك عشان تعرف تتفاهم مع اللي أنت بتحبه.. بس بيني وبينك إنك تاخد رصاصة أسهل”.
مصر بقت قاسية أوي على أهلها.. ماذا قالت بُثينة عندما طفح كيلها؟
عمارة يعقوبيان، وما أدراك ما حكاياتها، المأوى واحد والقصص والتفاصيل عديدة، فلكل من دخلها روايته الخاصة، وأفكاره المتباينة عن من حوله، وأبرز هؤلاء الشخصيات، ساكنة السطوح بثينة -هند صبري-، التي تعرضت للعديد من المصاعب في حياتها، فبدأ الأمر من طمع كل مار فيها، واسترخاصهم لعِرضها؛ من منطلق أنها فقيرة، والفقراء لا شرف لهم ولا كرامة، فتعرضت أكثر من مرة للتحرش الصريح من صاحب المحل التي تعمل به، وعندما طفح بها الكيل، عبرت عما بداخلها من غضب، في منولوج لها مع زكي الدسوقي -عادل إمام-، قائلةً: “ياريت أسافر أي حتة بعيد عن المخروبة دي، هو أنا شوفت منها حاجة حلوة عشان أحبها، حضرتك عايش فيها باشا، الدور والباقي على اللي مش لاقيين ياكلوا، الناس اللي مستحملة الذل والإهانة، أنت أصلك بتمشي في شارع سليمان.. يا باشا مصر بقت قاسية أوي على أهلها.. عشان كدة الكل عايز يسيبها، مش كره فيها، بس محدش قادر يتحمل ظلمها”.
عايزة ورد يا إبراهيم.. يسرية اللي ليها واجب في كل بيت
الجملة الأشهر في تاريخ السينما المصرية.. عايزة ورد يا إبراهيم، بتلك الكلمات البسيطة عبرت يسرية -هند صبري- عن ما بداخل كل امرأة وتحديدًا الزوجات، اللاتي يعانين في علاقاتهن مع أزواجهن بالفتور النسبي، والملل الناتج عن مرور عدد من السنوات على الزواج، ورغباتهن التي تزيد يوم بعد يوم لأي شيء بسيط يدخل السرور على قلوبهن، حتى لو كان بوكيه ورد صغير، وفي هذا الإطار، قدمت هند صبري منولوجها الشهير، الذي نص على التالي: “عايزة ورد يا إبراهيم.. إيه مسمعتش؟ نفسي في ورد يا إبراهيم.. ومتقولش إن بوكيه الورد بـ 20 جنيه، وإن نص كيلو كباب أحسن منه، وإنك شايف الكباب رومانسي أكتر من الورد، صاحباتي ملهمش علاقة بالكلام ده، أنا اللي طول عمري وأنا نفسي في ورد، عمرك ما فكرت تدخل عليا ببوكيه ورد، مفكرتش في مرة تجيبهولي لا في عيد جواز ولا عيد حب ولا عيد ميلاد ولا حتى في 6 أكتوبر.. ليه أنا مش زي بقية الستات ولا أنت مش زي بقية الرجالة؟”.
