السبت 18 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

روح الروح وطفلتي حور الغالية.. لماذا نقاطع؟

الثلاثاء 12/مارس/2024 - 12:47 م

بينما أجلس انتظر موعد الإفطار أمس في أول أيام شهر رمضان المبارك، بادر إلى ذهني عدة أسئلة عن جيراننا وأهلنا في قطاع غزة، وما يتعرضون له من أشد وأسوأ أنواع التنكيل في التاريخ الحديث، إن لم يكن في التاريخ كله.

ودعني عزيزي القارئ أدخل مباشرة في صلب الموضوع وأتحدث معك بكل أريحية، حيث إن ما أنقله لك هو جزء يسير وبسيط من السواد الأعظم الذي يتعرض له أهلنا في أرض الرباط، من تجويع وتشريد وقتل ومجاعة متعمدة يشاهدها العالم أجمع لحظة بلحظة أمام شاشات التلفزيون.

سنبدأ بـ"روح الروح" الطفلة التي تعاطف معها جميع البشر الأسوياء الأنقياء في العالم، من شاهد الطفلة "روح الروح" بضفائرها وجسدها الهزيل، وجدها يحتضن جثمانها المُخشب ويقبل عينها وهي جثة هامدة في يده وهو صابر محتسب.
 

تُذكرني هذه الطفلة بطفلتي "حور" الجميلة بضفائرها المعقودة كلما نظرت إليها تذكرت روح الروح وهي الكلمة التي كانت ترددها دائما لها والدتي قبل الهجوم السافر على قطاع غزة العزة من قبل الصهاينة.
 

حاول عزيزي القارئ أن تسترجع معي هذا المشهد المؤلم، الذي يحمل فيه الجد حفيدته الطفلة وهي جثة هامدة بعد أن كانت تملأ الدنيا لعبا ومرحا مع جدها الذي كان يحبها حبا جما، اسقط هذا الشعور على طفلك أو طفلتك أو حفيدك أو حفيدتك، وقل لي بماذا شعرت؟ هل شعرت أنك تريد أن ينصرك من في الأرض جميعا؟ أم كنت تتوقع وتريد من إخوانك في الدين والجغرافيا والعروبة أن ينصروك وقتها؟

شاهدت منذ قليل طفلة لا تتعدى السنة وبضعة أشهر ووالدتها تقف خلفها أثناء إنعاشها، ترتجف والدتها وترتعد من الخبر المؤلم الذي تخشاه ونخشاه جميعا.. يحاول الأطباء بكل ما أوتوا من قوة أن يعيدوا لها الحياة وهي بيد الله في جميع الأحوال، إلا أن طبيبا منهم رفع ملابسها المدرجة بالدماء فشاهدوا منظرا أليمًا "جميع أحشاء الطفلة في الخارج"، هذا جزء يسير وضئيل مما يعيشه أهلنا في قطاع غزة كل ثانية.

ويقول أحد شهود العيان، إن الاحتلال المجرم الذي يرتكب إبادة جماعية لإخواننا في قطاع غزة، بعد ما انسحب من أحد الشوارع في القطاع، شاهد جثتين ملقيان على الأرض لرجل وطفله، حيث ألبسهم الاحتلال بدلة الإعدام، وتم تصفيتهم، لا أدري هل قُتل الأب قبل الابن أم قتلوا الطفل أمام أنظار والده؟ مشاهد عجيبة يندى لها الجبين ويرتجف منها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

جرائم عديدة يرتكبها الاحتلال منها الإبادة الجماعية، وقصف المستشفيات التي تعج بالمصابين والنازحين وواقعة المعمداني ليست منا ببعيدة، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العُزّل الآمنين.

وسيشهد التاريخ على جرائم الاحتلال الذي فاق النازية بمراحل عدة، وأنا أتعجب من وقاحة وبجاحة هذا الجيش المحتل الذي لا يتوانى في كل فرصة عن ذكر أن جيشهم هو الأكثر أخلاقية في العالم، ولكن كل هذا يحدث بقصد وهو يخاطب العقل الباطن لكل مستمعيه حيث يكرر دائما في حديثه أن جيشهم المحتل هو (جيش الدفاع) أو (الجيش الأكثر أخلاقية).

تنقطع عني الكلمات ولا أجد وفرة فيها وأشعر بأنني ضئيل جدًا عندما أكتب عن هؤلاء القامات الشامخة، الذين يدافعون عن مقدساتنا وأعراضنا من دنس اليهود قتلة الأنبياء وناقضي العهود.

وفي الأخير، هل علمت الآن لماذا نقاطع المنتجات التي تدعم الكيان المحتل؟ 

ولا يسعني إلا أن اختم هذا المقال بالآية القرآنية الكريمة التي تجسد ما يعانيه إخواننا في القطاع المكلوم والمنكوب، قال تعالى: "الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* ".

تابع مواقعنا