الأربعاء 15 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تجويع وترك في الثلج وتكسير عظام.. شهادة مروعة لفلسطيني من غزة أسره الاحتلال

الأسرى الفلسطينيون
سياسة
الأسرى الفلسطينيون
الثلاثاء 02/أبريل/2024 - 09:00 م

6 أشهر مرت على الحرب الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وما زال المحتل يواصل أعمال الإبادة والهمجية بحق الفلسطينيين، ضاربا بالقوانين الدولية عرض الحائط.

لم يكتف جيش الاحتلال بالقتل والقصف ومنع وصول المساعدات واستخدام التجويع كسلاح في الحرب بحق القطاع المحاصر، بل فعل الأفاعيل بحق الأسرى، الذين اقتادهم من مراكز الإيواء، إلى ظلمات السجون.

 

وفي هذا السياق استمع القاهرة 24 إلى الشاب الفلسطيني أسامة أبو ريدة ليروي تفاصيل 61 يوما قضاها في سجون الاحتلال.

يقول أسامة: في صباح الإثنين الموافق التاسع والعشرين من شهر يناير 2024، حجبت طائرات الكواد كابتر الإسرائيلية، زرقة السماء في تلك الأيام الشتوية، صرع الجميع لما سمعوا مكبرات الصوت تطلق رسائلها التحذيرية وأن على جميع الموجودين بمدارس الإيواء بالقطاع، أن يخلوا هذه الأماكن قبل أن تقصفها طائرات الاحتلال المحلقة فوق رؤوسنا ليل نهار.

وتابع: ازداد التدافع بين الناس، حيث لم يملك أي منهم إلا أن يحمل على ظهره ما استطاع من ملابس وأغطية، ويكون من الصعب تجاوز كل ذلك الصراخ المدوي، والعبور بين دبابات جيش الاحتلال  التي تطوقنا تحسبا لأية مقاومة مشروعة.

وأكمل: بين دبابتين على قارعة الطريق الذي أسمته قوات الاحتلال ممرا آمنا، كانت تفصل بين العابرين فالنساء والأطفال يعبرون طريقا والرجال والشباب يعبرون آخر، بعد أن يمارسوا ضدهم كل أشكال القهر الإنساني، ثم يمرون على كاميرات لتصويرهم أو مطابقة صورهم مع مطلوبين لدى جيش الاحتلال، وحين حل دوري في العبور ووقفت أمام الكاميرا، لم أعبر، كبلوني، وتم اقتيادي إلى مكان مجهول.

وأضاف الشاب الفلسطيني: بعد وقت ليس بالطويل تم استيقافنا أنا ومن معي ذلك اليوم وصدرت أوامرهم ضدنا بأن نتجرد من ملابسنا، ثم ألبسونا زيا موحدا، كبلونا، وغموا أعيننا، ثم تم سحبي من قبل مجندة وعدة جنود آخرين وتناوبوا على ضربي، وركل جسدي بأفظع ما يمكن.

وأكمل: طرحوني أرضا، وأطعموني الرمل عنوة، لست وحدي في ذلك المشهد كنت برفقة عشرين آخرين، حيث قاومت أجسادنا تكسير الزجاج والخشب ثم سيروننا قهرا على قطع الزجاج المكسور، بعد ذلك نتلقى حصة من ضرب بالجواكيش والمواسير والعصي.

وتابع الشاب أسامة أبو ريدة شهادته على اعتقاله: شعرنا بصوت دبابة تتحرك ثم وضعونا بداخلها، أصبت في رأسي بعدة إصابات وتقرحات، وكذلك منطقة أذني وصار وجهي ملطخا بالدماء حيث تابعنا رحلتنا إلى موقع عسكري لجيش الاحتلال، لم تكن لدينا القدرة الكاملة على تحديد مكانه.

وأضاف: أنزلونا من الدبابة ثم وضعونا في شاحنة وجلسنا بها تحت البرد الشديد والمطر ينزل علينا ويطلقون الجنود علينا بالضرب داخل الشاحنة، وبعد ساعة من الطريق أُنزلنا من الشاحنة تحت الضرب أيضا.


ويسرد أسامة مأساة الأسر قائلا: أخذوا كل شخص معه 10 جنود يضربونه، وكان تحتنا وحل وحصى وماء وأمشونا عليها تحت الضرب، ورمونا في بركة ماء ثلج وأخذونا بعد نصف ساعة إلى غرفة ألبسونا زيا موحدا، وبدأ التحقيق معنا منفردين، حيث كسروا 4 عصي على جسدي ورأسي.

اتهامات بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر

وقال: في التحقيق تم اتهامي بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر، ووجهوا إليّ أسئلة عدة شملت:
أين أماكن الرهائن الإسرائيليين؟ أين أماكن المقاومة؟ من في منطقتكم تابعين لحماس، كانوا يوقظوننا في الخامسة صباحا مكبلين من أيدينا ومعصوبي العينين، يأخذون منا الغطاء ولا يردوه إلينا إلا في المساء.

وأكمل: الحياة بداخل المعتقل تجعلك تعاني كل الانتهاكات، 61 يوما قضيتها في ذلك، مهانة وتعذيب، مكبل بالسلاسل معصوب العينين، حيث كانوا يزجون بالعصي إلى شراجنا وفي فتحة القضيب، ويربطون كل خصية على حدة ويعصرونها إمعانا في زيادة الألم.

وتابع: كنت أتناول فتات الطعام الذي يلقونه لنا وأنا مكبل، وأقضي حاجتي كذلك، كان طعامنا عبارة عن لبن وخبزتين لا تشبع بطن عصفور، وكانت أساليب المعاقبة كذلك الوقوف على أرجلنا وأيدينا مرفوعة فوق روؤسنا أحيانا ساعتين أو 4 ساعات.

وذكر: كانوا يوقفون معنا كبار السن، وكانت نسبة كبيرة من كبار السن معنا، كان معنا في نفس البركس مسن عمره يناهز 84 عاما، وكل كم يوم يأخذون منا أشخاصا للتحقيق بنفس الأسئلة التي وجهت لي.

مأساة 61 يوما في سجون الاحتلال الإسرائيلي

وتابع: أمضيت معتقلا قرابة 61 يوما، كانت تملؤني برودة يناير من فرط الجلوس الجبري على الأرض الباردة في هذا الشتاء القارص، في ذات الوقت الذي كنا نحاول فيه ألا نثير غضبة كلابهم المدربة حتى لا يطلقونها لتنهش ما بقي من أجسادنا، فننام على بطوننا، وأيدينا فوق رؤوسنا.

الرجوع من معبر كرم أبو سالم إلى غزة

وقال: عانيت ذلك كله حتى جاء يوم الخميس الموافق 28 - 3 - 2024 حيث تم فك أسري، وأعادونا مكبلين في حافلة عبر معبر كرم أبو سالم، ثم أخدنا وجهتنا مرة أخرى إلى قطاع غزة عائدين بكل ما خلفته التجربة فينا.

واختتم حديثه قائلا: والآن أقيم برفقة عائلتي في خيمة تؤوي 15 شخصا، أعيش ما تبقى من عمري إلى جانب أبنائي، لا أعلم من أين سأطعمهم، بعدما ذهب كل شيء كنا نملكه تحت القصف، وأصبح البحث عما تبقى منه ضرب من الجنون.

تابع مواقعنا