“هيهتكوا عرض ابني”.. طالبان يعتديان على صديقهما بمدرسة في الصعيد.. والأخصائية: “عادي”

“عاجز مش عارف أنقذ ابني.. خايف يهتكوا عرضه”.. بصوتٍ مكلوم مرتعش، كشف محمود العيسوي، ولي أمر الطالب “فارس”، بالصف الثاني الابتدائي، في مدرسة “مجمع هميمي الجبلاوي” بأسوان، تفاصيل الاعتداء الجنسي الواقع على طفله من أصدقائه في المدرسة، قائلًا: “خلاص فاض بيا الأمر.. وبفكر أقعدهم من التعليم”.

البداية تعود إلى نهاية نوفمبر الماضي، حينما اكتشف والد “فارس” تحولا في سلوك نجله، واضطراباته النفسية غير المسبوقة، وظل يراقب التغيرات الطارئة في تصرفات نجله، حتى أبلغه، “بابا أنا عاوز أروح مدرسة خاصة”، وأجهش بالبكاء، (حسب رواية والده).

مراهق يعتدي على طالبة بالضرب في الدرب الأحمر

ارتبك الأب، وعلم أن في داخل ابنه ألما مكتوما، لذا استجوبه، “مالك يا فارس؟”، ليرد الطفل: “هقولك بس من غير ما تضربني”، وهنا أدرك الوالد خطورة الموقف، لذا طلب من نجله أن يتحدث وأعطاه الأمان، “فيه عيال بيعملوا فيا حاجات وحشة في المدرسة، وبيفتحوا ليا السوستة ويتحرشوا بيا”، لينفعل الوالد الذي تربي في عائلة صعيدية محافظة.

“ادهم وعبد الله” يا بابا، يكمل فارس لوالده معاناته اليومية في المدرسة، “هما الاتنين مش سايبني، بيعملوا كده في الفصل ويمسكوا الحاجات (في إشارة للأعضاء التناسلية)، وبيلحقوني في الحمامات ويدخلوا عليا وأنا في الحمام، ومبقتش ادخل الحمام بسببهم”.

فزع محمود، وقرر أن يذهب مع طفله في اليوم التالي لمقابلة مدير المدرسة، ليقص عليه ما حدث مع نجله، ليفاجأ بمنع الأمن له من مقابلة المدير، وحينما تواصل معه هاتفيًا رد عليه بشكل جاف، “لوائح بتقول كده.. هبعتلك أخصائية اجتماعية”.

تفاصيل واقعة تحرش معلم بأطفال مدرسة رمسيس بالهرم

يقول ولي امر الطالب، “جت الأخصائية وقولتلها اللي حكاه الطفل، وطلبت منها إنها متعملش مواجهة قدام الأطفال، وتتعامل مع الموقف بحكمة”، إلا أنه فوجئ بصعودها للفصل، وأتت بنجله أمام أصدقائه من الصبيان والفتيات، واستدعته “مين اللي بيعمل فيك حاجات وحشة؟”، ليجيبها الطفل وهو مجهش في البكاء، “عبد الله وأدهم”.

بعد حالة الخوف التي انتابت الطفل، لم يتمالك نفسه كما يكمل الأب، “الولد عمل حمام على نفسه، وقالي مش هروح المدرسة تاني؟”، حاول الأب الذهاب للمدرسة في اليوم التالي ومقابلة مدير المدرسة، إلا أن الأمن رفض، لذا قرر إرسال “تليغراف” للمدرسة مطالبًا بنقل نجله لفصل آخر، محملًا إدارة المدرسة المسئولية في الحالة النفسية المتدهورة التي وصل إليها الطالب.

منذ الـ25 من نوفمبر، والطالب ممتنع عن الذهاب للمدرسة، خاصة لرفض المدير نفله لفصل آخر، لذا قرر “محمود” الاستغاثة بمدير الإدارة، وحينما قص عليه ما يحدث، هاتف مدير المدرسة الأستاذ “عبد الباسط”، ووجهه بنقل فارس إلى فصل آخر، وبعدما ذهب نجله للمدرسة رفض “عبد الباسط” تنفيذ توجيهات مدير الإدارة التعليمية، بادعاء “فيه لجنة بتحقق، ولما تقول يتحول هحوله”.

يردف “العيسوي” ولي أمر الطفل، “بعد ما يأست، روحت جمعية حماية الطفل في الصعيد، بس قالوا إنهم ملهومش سلطة على المدرسة”، الخوف زاد على ولي الأمر، خاصة أن له طفلة أخرى في المدرسة في الصف الرابع، والطفل ما زال يرفض الذهاب للمدرسة، والأخصائية كان له رد مريب، “ده منطقي وعادي، في السن ده”.

“الإحصاء”: 6.6% نسبة النساء اللاتي تعرضن للتحرش في المواصلات العامة بمصر (إنفوجراف)

ويتابع ولي الأمر المكلوم على أبنائه، “والله أنا لو معايا كنت حولتلهم مدارس خاصة، بس أنا شغال في هيئة الإسعاف رغم إني مؤهل عالي، ومش عارف أعملهم حاجة”.