الثلاثاء 21 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

السخرية من الجزائر.. هل يتعمد ماكرون معاداة العرب والمسلمين لكسب الانتخابات المقبلة؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل
سياسة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الأحد 03/أكتوبر/2021 - 03:43 م

أثار إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، جدلًا واسعًا طوال فترة حكمه منذ 2016 وحتى اليوم، بدايةً من أزمة رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، والتي واجهت ردود أفعال قوية من مختلف الدول الإسلامية، وصولًا إلى تصريحاته الأخيرة حول الجزائر وشعبها وتاريخها وحكومتها.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

عندما تولى ماكرون رئاسة فرنسا، كان شابًا صغير السن، ذا خلفية وسطية، حيث إنه لا يتمتع بتعصب اليمين ضد المهاجرين أو الأقليات أو الموضوعات ذات الشأن الداخلي، أو اشتراكي يتبع أيدولوجيات اليسار، فرأت فيه الشعوب العربية شيئًا من الأمل، حيث إنه لن يمتاز بالعنصرية تجاههم في أي سياسة، ولكن سرعان ما تغيرت هذه النظرة.

استضاف إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي مؤخرًا في قصر الإليزيه مجموعة من الشباب الجزائري الذين عاصرت أسرهم حرب الجزائر، التي انتهت بالاستقلال عن فرنسا، ولكن اتخذت أسرهم صفوف الفرنسيين، وهي مجموعة الجزائر التي يطلق عليها لقب: الحركى.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

تعمّد ماكرون خلال هذا اللقاء، الإدلاء بتصريحات من شأنها إغضاب الجزائر حكومةً وشعبًا، حيث إنه قال: لدي حوار جيد مع الرئيس الجزائري تبون، ولكنني أرى أنه داخل نظام صعب، حيث إن المجتمع الجزائريي غارق في نظام سياسي عسكري، مبني على ذكريات خاطئة، تتمحور حول كره فرنسا فقط.

وفي سياق متصل، خاض الرئيس الفرنسي في التاريخ الجزائري، معلنًا أنه يرغب في إعادة كتابته مرة أخرى باللغة العربية كي يضيف إليه الحقائق غير الموجودة به، والتي وضعتها تركيا، مضيفًا أن التاريخ الجزائري كله مبني على أكاذيب عارية تمامًا من الصحة، وقائم على خطاب كره تجاه فرنسا.

اعتبر عديد المحللين خطاب إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي بأنه يحمل شيئا من السخرية، عندما قال: هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟.. هذا هو السؤال.

كما قرر الرئيس الفرنسي خفض نسب التأشيرات التي يحصل عليها الشعب الجزائري بنسبة 50%، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الجزائريين يعيشون بشكل غير رسمي في فرنسا. 

وقال ماكرون إنه لا يرغب في الهجوم على المجتمع الجزائري لذاته، بل اتخذ هذا القرار ليبعث برسالة واضحة للقيادة السياسية الجزائرية، تفيد بأنه إذا لم تتخذوا إجراءاتكم لحل أزمتنا حول وجود أشخاص بصورة غير رسمية في البلاد، لن نسّهل عليكم حياتكم.

لا تعتبر هذه الحادثة التي من شأنها استفزاز الشعب الجزائري العربي، هي الأولى من نوعها، بل تعتبر هذه الواقعة حلقة من سلسلة الإساءات، التي قادها الرئيس الفرنسي منذ توليه السلطة.

بدأت حلقة الأحداث العصيبة، عندما رسم أحد المدرسين بفرنسا رسومًا مسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج ماكرون يدافع عنه وعن حرية الفكر في بلاده، مشيرًا إلى أنه لا يجد غضاضة في هذه الرسوم، حيث إن بلاده تتمتع بقدر كبير من الحرية الفكرية، التي تسمح بالسخرية من أي مقدسات دينية، ولكن فوجىء ماكرون بعد فترة، بوجود جماعات من الشعب الفرنسي تصفه بالمُلحد.

أغضب دعم الرئيس الفرنسي لصاحب الرسوم المسيئة جموع العرب والمسلمين، وهو ما خلق حالة من معاداة الدول العربية لفرنسا، حيث قاطعت الشعوب المنتجات الفرنسية بمختلف أنواعها.

حاول ماكرون عن طريق هذه التصرفات، استقطاب الشعب الفرنسي لاسترضائه، كي يحصل على دعم وقاعدة شعبية خلال الانتخابات المقبلة، المقرر عقدها في 2022، ولكن جاءت ردود الأفعال مُحبطة للمخطط الماكروني بعض الشيء.

فرنسا تخسر هيبتها في الداخل والخارج

تعرض الرئيس الفرنسي، إلى إهانات عديدة على مدار الفترة القليلة الماضية، بدأت بتلقيه صفعة على يد أحد المواطنين العاديين في حشد شعبي كبير، على مرآى ومسمع من العالم أجمع، ليسأله أحد الأطفال بعد ذلك: كيف تشعر بعد الصفعة سيدي الرئيس؟

ثم تعرض إيمانويل ماكرون، إلى سب وقذف عن طريق بعض المواطنين أيضًا خلال زيارته لكنيسة، حيث وصفه البعض بالملحد.

وكانت آخر حوادث الإهانة الداخلية، عندما ألقى مواطن بيضة على الرئيس الفرنسي، في إحدى زياراته أيضًا على مرآى ومسمع من العالم بأسره.

أما على الصعيد الخارجي، يواجه الرئيس الفرنسي أزمات دبلوماسية مع الدول العربية، على رأسها الجزائر والمغرب وتونس، على خلفية خفض التأشيرات، وهو ما يجعل العلاقات الثنائية متوترة.

لم يكتف ماكرون بهذه الأحداث، بل أثار غضب الشعب الجزائري منذ أيام قليلة عندما استضاف حركي الجزائر وكرمهم تكريمًا عسكريًا.

والحركي هم المواطنون الجزائريون الذين اختاروا الجانب الفرنسي على أبناء شعبهم، خلال ثورة التحرير، أو حرب الجزائر كما يتم الإطلاق عليها.

وعلى الصعيد الخارجي، لم تخسر فرنسا هيبتها داخليًا وعربيًا فقط، بلا تعاني في الوقت الجاري أزمة حقيقية على خلفية خطوة أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، والتي عقدت اتفاق دفاع مشترك يُدعى أوكوس دون إخبار فرنسا، والذي ينطوي على صفقة غواصات نووية لصالح أسرتاليا التي قررت خرق اتفاقها مع باريس، دون إبلاغها لتأخذ صف الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

ينتظر الشعب الفرنسي موجة جديدة من القرارات المصيرية، حيث يتم عقد الانتخابات الرئاسية لعام 2022 خلال أشهر قليلة، والتي ترشح فيها عديد الأسماء التي تشكل خطرًا على ماكرون، من بينها عمدة العاصمة باريس وغيرها.

تابع مواقعنا