الخميس 25 أبريل 2024
المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة
المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة

رقت لها قلوب الغرباء والمارة في الشارع.. مأساة طفلة عاقبها والداها على إنجابها | بث مباشر

تعرضت الطفلة شروق التي لم تكمل عامها الـ 16 بعد، لمعاملة قاسية من عائلتها حيث هجروها وألقوها في الشارع، والغريب أنها رأت في الشارع ما لم تره في بيتها، وهي الرحمة وجبر الخاطر التي حُرمت منهما في منزل أهلها وعانت من فقدهم وكأنهم يعاقبونها على وجودها في الحياة.

رفض والديها وجودها  

بدأت الطفلة شروق تروي تفاصيل مأساتها وهي تبكي على ما هي عليه مقارنة حالها بباقي الفتيات من عمرها، بعد تعرضها للضرب والتعذيب والهجر، وإجبارها على ترك التعليم، حيث قالت عن شهورها تجاه نفسها: حاسة إني قليلة.

مأساة الطفلة شروق بدأت عند انفصال والديها، وتزوج كل منهما بأشخاص آخرين، ولم تستطع شروق العيش مع والدها بسبب عدم تحملها الضرب المبرح يوميًا، وإهانة زوجه الأب، معقبة: مرات أبويا كانت بتخلي أبويا يضربني بالحزام في الحمام.

أما والدتها فرفضت أن تحتضنها، وأوضحت شروق أنها تزوجت مرتين بعد الانفصال عن والدها وأن زوجها الأخير كان يتعاطى مخدر الحشيش، وأثناء إقامتها معه والدتها في المنزل، كان يعذبها باستمرار بطرق مختلفة، منها أنه حرقها في ذراعيها وظهرها، أو يصيبها بجروح قطعية في أرجلها، وفي النهاية طردها خارج المنزل بعد أن أصبح جسدها مشوهها كما الحال بالنسبة لروحها.

وقبل أن تلجأ لأحضان الشارع طرقت شروق أبواب أقاربها الذين رفضوا أن تضع قدميها داخل عتبات المنزل، بسبب كرههم لوالدتها ناظرين إليها بانتقام على الرغم من أنها الضحية الوحيدة، وأضافت شروق: نزلت الشارع، ولقيت ناس تأكلني، بس كنت بخاف أنام عشان أنا بنت ومينفعش يحصل فيا حاجة.

قسوة تحول شروق من طفلة إلى ناضجة

رغم أن شروق لازالت في نظر القانون طفلة لم تبلغ الـ 16 عامًا، إلا أنها خَلقت النضوج من القسوة ولم تستسلم إلى الضياع في الطرقات، فقررت الذهاب والبحث عن ملجأ آمن وقانوني لها، فتوجهت إلى قسم الشرطة وأخبرتهم أن يساعدوها في إيجاد دار رعاية آمنة لها، وبالفعل لم يتركها رجال الدولة كما تركتها عائلتها.

وتواصل أحد أمناء الشرطة مع السيدة وردة دويب صاحبة مؤسسة للأعمال الخيرية، التي قررت استلام الطفلة عن طريق قسم الشرطة وسط تخوفات وغموض قصتها، ولكي تأمن نفسها قررت البحث عن عائلة شروق، ومعرفة السبب وراء تخليهم عنها، وأول منزل ذهبت إليه كان آخر ملجأ ظنت شروق أنه سيحتويها وهو منزل جدتها وخالتها، وسألت السيدة وردة الخالة بكل وضوح قائلة: أنت فعلا لما عرفتي إن شروق اللي على الباب رفضتي تفتحي لها؟، لتصطدم بالإجابة التي تؤكد المعلومة دون خجل.

وقررت السيدة وردة أن تكون الملجأ الآمن للطفلة شروق، أما الأخيرة فأكدت أنها شعرت بمعنى العائلة والدفء معها وتتمنى ألا تترك أحضانها، حتى أنها نادتها بماما وردة خلال حديثها العفوي.

وواجهت السيدة وردة مشكلة في احتضان شروق وكانت مؤسستها لا تمتلك حق رعاية المشردين والأيتام، فقررت أن تقيم دارًا للأيتام، ووجهت من خلال كايرو لايف قناة القاهرة 24، رسالة إلى وزارة التضامن الاجتماعي بتوفير دار أيتام يرعى شروق حتى تنتهي هي من بناء دارها، أو السماح لها بتصريح رسمي أن تبقى في منزلها حتى افتتاح الدار بشكل رسمي، ولا يقع عليها أي ضرر أو مخالفات قانونية.