الخميس 16 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خروج من المدرسة وزواج مبكر.. تيتا نجاة تحصل على محو الأمية في سن الخمسين وتشارك أحفادها القراءة والكتابة

نجاة نعيم مع أحفادها
كايرو لايت
نجاة نعيم مع أحفادها
الأربعاء 27/سبتمبر/2023 - 06:09 م

كان تعليم المرأة قديمًا عائقًا كبيرًا، فالمعتاد زواجها في سن صغيرة، ومن ثم عملها في منزلها مع تربيتها لأبنائها، وتعيش السيدة في تلك الدائرة المغلقة طوال حياتها، تجهل القراءة والكتابة لكنها تستثمر في خبراتها الحياتية.

خروج من المدرسةوزواج مبكر

لم تقف نجاة نعيم، خمسينية العمر مكتوفة اليدين أمام مجتمعها الرافض استكمال تعليمها، بعد أن قضت في المدرسة حتى الصف الثالث الابتدائي، إلى أن تم زوجها في سن الـ 13 عامًا، لتستكمل الدائرة التي عاشت داخلها أقارنها.

وتروي السيدة نجاة نعيم رحلتها من المدرسة للزواج حتى حصلت على محو الأمية في الخمسينات من عمرها، تقول لـ القاهرة 24: أهلي طلعوني من الدراسة وجوزني وأنا صغيرة، بس طول الوقت نفسي أكمل تعليمي.

رحلة نجاة من صعيد مصر إلى الإسكندرية

وعاشت نجاة طفولتها في صعيد مصر، ذهبت إلى المدرسة كباقي أقارنها من العمر نفسه، وفي الصف الثالث الابتدائي، أصرت عائلتها على خروجها من المدرسة وعدم استكمالها تعليمها.

وفي الـ 13 من عمرها، قرر أهلها زواجها – زواج قاصرات- حتى أنجبت وأصبحت أمًّا لـ 3 أطفال بنتين وولد، في سن الـ 16 عامًا.

ولم تيأس نجاة من الحياة التي أجبرتها على اتخاذ قرارات فوق استطاعتها، بل تمكنت من تعليم صغرها حتى وصلوا إلى المرحلة الثانوية، ليدق ناقوس الأمل من جديد داخل قلب نجاة.

قرار وإصرار نجاة على التعليم

"كنت عايشة في بيت عيلة، وجوزي دايما مسافر، ولما بناتي وصلت للثانوي، قررت أسيب الصعيد وأروح إسكندرية، عشان أعلمهم كويس"، نجاة تروي تفاصيل رحلتها من الصعيد إلى الإسكندرية.

الجدة نجاة تحصل على شهادة محو الأمية

كانت نجاة شغوفة بتعليم أولادها، وكأنها تصب من حرمانها للتعليم عليهم، كما كانت كل يوم تأخذ طفلتها الصغيرة إلى حضانة الكنيسة، حتى لاحظت وجود فصول محو أمية بها، لتشتعل نار التعليم مرة أخرى بداخلها.

حضرت نجاة فصول محو الأمية داخل الكنيسة، بالتزامن مع وجود طفلتها الصغيرة بالحضانة، وقررت استكمال تعليمها لتصبح أمًّا متعلمة مثقفة يفتخر بها أولادها.

وتوالت السنوات، حتى زوّجت نجاة أولادها وهي لا تزال بفصول محو الأمية حتى أصبحت جدة، ولم تلتفت حينها إلى نظرة المجتمع، بل كانت مصرّة على استكمال هدفها.

نجاة نعيم مع أحفادها
نجاة نعيم مع أحفادها

وكانت مكتبة الكنيسة بمثابة النزهة لنجاة، بجانب فصول محو الأمية، حيث كانت نجاة تستكمل قراءتها داخل المكتبة، حتى حصلت على الشهادة في بداية الخمسينات من عمرها.

لم تقف نجاة عند هذا النجاح، بل بدأت في كتابة القصص، مع مساعدتها الدائمة لأحفادها على القراءة والكتابة.

تقول نجاة: مكانش ينفع أولادي يكونوا متعلمين ومعاهم شهادات وأنا لا.. كملت تعليمي عشان ولادي وأحفادي يكونوا فخورين بيا.

وتجلس الجدة نجاة بجانب أحفادها الـ 8 وهي تقرأ عليهم القصص القصيرة، وتساعدهم في كتابة غيرها.. فأصبحت ملهمة لكثيرين، منتصرة على معركة الظروف الحياتية واستكمال تعليمها في سن الخمسين.

 

تابع مواقعنا