الأحد 28 أبريل 2024
المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة
المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة

قتلها من يَشُد عضدها.. مرافعة ممثل النيابة أمام محكمة جنايات بورسعيد بقضية مقتل عروس على يد شقيقها | بث مباشر

تنظر محكمة جنايات بورسعيد، اليوم الأحد 14 يناير 2024، ثاني جلسات محاكمة المتهم محمد نبيل بقتل شقيقته فريدة نبيل، قبل زفافها بأيام.

وقال ممثل النيابة أثناء مرافعته أمام هيئة المحكمة: بسم الله الحق، بسم الله العدل، بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى في محكم التنزيل “واتل عليهم مثل ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين، لإن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين”.

وأردف: لقد أوضح الله عز وجل لنا في هذه الآيات كيف سولت النفس الأمارة بالسوء لصاحبها فقتل الأخ أخاه، مبينا مصير تلك النفس التي يملؤها الغل والحقد والكراهية، تلك النفس التي في النهاية أحرقت نفسها فخسرت خسرانا مبينا، وأنزل الله فيها قرآنا يُتلى حتى تقوم الساعة، ضاربا بها مثلا في الخسة والدناءة لتكون عبرة لمن كان له قلب يعقل أو نفس تتعظ.. فمثل تلك القضية التي بين أيديكم.

وأضاف: إن تلك الواقعة أحداثها مفجعة، ذاع صيتها وانتشرت بين أهل الأرض لبشاعة وقسوة دلالتها، جرت أحداثها على مرأى ومسمع من الأشهاد، والقتل فيها فظيع والموت فيها سريع، هناك من شاهد أحداثها عيانا بيانا ملء الأسماع والأبصار، وممن تواجدوا مصادفة بمسرح الواقعة، ومن كتب له النجاة من تلك المعايشة أحداثها وجدانيا على مجتمع التواصل الاجتماعي، فالمجتمع المصري بأسره هم شهود الواقعة التي بين حضراتكم اليوم.

واستكمل: إن ما ارتكبه المتهم الماثل أمامكم هي جريمة قتل في أبشع صورها، جريمة شنعاء، يندى لها الجبين وتروع منها الأنفس، جريمة جمعت بين خسة الطبع ودناءة النفس، فيها من الوحشية والانتقام والقتل والتنكيل ما يدل على بشاعتها وفظاعتها، فالمتهم حين ارتكبها تجرد من كل معطيات الأخوة ومعاني الرحمة ومقتضيات الإنسانية.

وأردف: لقد تحدث المجتمع خلال الأيام الماضية عن ملابسات تلك الجريمة ووقائعها، ولسنا في حاجة للحديث عما هو معلوم بالضرورة لدى الكافة، ولكننا نتطرق بالقدر اللازم لما يتوجب علينا فهمه وبيانه.

وذكر: وبوصولنا إلى محل الجريمة كانت الطامة الكبرى، دماء مسفوكة، مواطنين قلوبهم مروعة، عقولهم مذهولة، أجساد منتفضة، الناس جميعا ملتفون وكلهم في ذهول، والكل يتساءل: بأي ذنب قُتلت تلك البريئة؟ من قاتلها؟ أهو عشيقها؟ أهو صديقها؟ أهو زوجها؟ ولكنهم والله لا يعلمون أن قاتلها هو شقيقها.. من يشد عضدها هو من قتلها، من كانت بمنزلة أمه بعد وفاة أمه، من أطعمته وشملته.. قتلها، تاركا دمائها المسفوكة، لتبزغ أبشع الجرائم الإنسانية.. إن ما رصدته الكاميرات تشيب له الولدان وتقشعر له الأبدان.