قاضي محاكمة قاتل نيرة أشرف يوجه رسالة للمتهم: ذبحت الإنسانية كلها | بث مباشر

قررت محكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار بهاء الدين المري رئيس المحكمة وعضوية المستشارين سعيد السمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، وسكرتارية محمد جمال، ومحمود عبد الرازق، خلال ثاني جلسات محمد عادل، إحالة أوراق الطالب المتهم بقتل زميلته نيرة أشرف أمام بوابة جامعة المنصورة، إلى فضيلة المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وتحديد جلسة الـ 6 من يوليو المقبل للنطق بالحكم.

جلسة محاكمة المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف 

وقال المستشار بهاء الدين المري رئيس المحكمة، قبل النطق بالحكم، دنيا مقبلة بزخارفها، وإنسان متكالب على مفاتنها.. مادية سيطرت، فاستلبت العقول وصار الإنسان آلة.. يقين غاب، وباطل بالزيف يحيا، وتفاهات بالجهر تتواتر.. وبيت غاب لسبب أو لآخر.. والمؤنسات الغاليات صرن في نظر الموتورين سلعة، والقوارير فواخير.. ونفس تدثرت برداء حب زائف مكذوب. تأثرت بثقافة عصر اختلطت فيه المفاهيم.

وتابع المستشار بهاء الدين المري: الرغبة صارت حبا، والقتل لأجله انتصارا، والانتقام شجاعة، والجرأة على قيم المجتمع وفحش القول والعلاقات المحرمة، تسمى حرية مكفولة، ومن هذا الرحم ولد جنينا مشوها، وقود الأمة صار حطبها، وبات النشء ضحية قدوة مشوهة، وثقافات، مسموعة ومرئية ومقروءة، هذا هو حالها، ومن فرط شيوعه، واعتباره من قبل كثيرين كشفا لواقع، زين لهم فرأوه حسنا، فكان جرم اليوم له نتاجا.. أفتذهب نفسنا عليهم حسرات؟

وأضاف قائلا: إن هذا الخلل، إن لم نأخذ على أيدي الموتورين ومروجيه؛ استفحل ضرره، وعز اتقاء شره، واتسع الرتق على الراتق.. وتابع القاضي خلال كلمته أنه لكلِّ ما تَقدمَ تُطلِـقُ المَحكمةُ صَيحَة.. يا كل فئات المجتمع لا بد من وقفة.. يا كل من يقدر على فعل شيء هلموا.. اعقدوا محكمة صلح كبرى بين قوى الإنسان المتابينة، لننمي فيه أجمل ما فيه.. أعيدوا النشء الملتوي إلى حظيرة الإنسانية.. علموهم أن الحب قرين السلام، قرين السكينة والأمان، لا يجتمع أبدا بالقتل وسفك الدماء.. أن الحب ريح من الجنة، وليس وهجأ من الجحيم.. لا تشوهوا القدوة في معناها فتنحل الأخلاق.. عظموها تنهض الأمة.

وتحدث عن الأخلاق وضرورة التربية السوسة للأبناء فقال: هكذا يكون التناول، بالتربية، بالموعظة الحسنة، بالثقافة، بالفنون، بمنهج تكون الوسطية وسيلته، والتسامح صفته، والرشد غايته.. لا تضيعوا من تعولون.. صاحبوهم، ناقشوهم، غوصوا في تفكيرهم.. لا تتركوهم لأوهامهم. اغرسوا فيهم القيم.

ووجه رسالة للقاتل جاء فيها: جئت بفعل خسيس هز أرضا طيبة أسرت لويس.. أهرقت دما طاهرا بطعنات غدر جريئة.. ذبحت الإنسانية كلها، يوم أن ذبحت ضحية بريئة.. إن مثلك كمثل نبت سام في أرض طيبة.. كلما عاجله القطع قبل أن يمتد، كان خيرا للناس وللأرض التي نبت فيها.

وتلا القاضي بهاء الدين المري رئيس المحكمة، منطوق الحكم قائلا: بعد مطالعة الأوراق وسماع المرافعة الشفوية والمداولة، فقد اطمأنَّ وجدان المحكمة تمام الاطمئنان، وبالإجماع إلى إعمال نص الفقرة الثانية من المادة 381 من قانون الإجراءات الجنائية.

فقد قررت المحكمةُ، إرسال أوراق القضية إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي في إنزالِ عقوبة الإعدام بالمتهم، وحددت للنطق بالحكمِ جلسة يوم الأربعاء الموافق الـ 6 من شهر يوليو المقبل.