المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة
المشرف العام
محمود المملوك
رئيس التحرير
مروان قراعة

المنشد الشيخ مهدي ياسين التهامي: الإنشاد الديني دعوة إلى الله

مهدى ياسين التهامى
مهدى ياسين التهامى

قال الشيخ مهدي ياسين التهامي عن الإنشاد الديني، إن الإنشاد الديني روح المنشد وأحد ألوان الفن التي تشتهر به محافظة أسيوط، وجمهورية مصر العربية'. 

 وأوضح أن الإنشاد الديني والموشحات والابتهالات تعتبر من أصعب ألوان الغناء التي تحتاج إلى مهارات خاصة بجانب وجود الآلات الموسيقية التي تضبط النغمات، وأهم ما يميز هذا اللون من الفنون، أنه يتناول موضوعات ذات طابع ديني له رسالة وأهداف أهمها التذكير بالله والمدح ومعرفة السلوك والطريق إلى الله ومعرفة الحكمة والكلمة الطيبة أو التبليغ عن صحيح المعاملات الإسلامية، والتمسك بالقيم الصحيحة في ظل تراجع بعض العادات والأعراف الأصيلة. 


وتابع أن الإنشاد الديني في أسيوط يعود الفضل فيه إلى الشيخين أحمد التوني وياسين التهامي وأبنائه من أبناء قرية الحواتكة مركز منفلوط، وكثير من المنشدين في هذه المحافظة العريقة، ولكن الشيخ ياسين التهامى انتهج منهجا إنشاديا مختلفا سار عليه نجله الشيخ مهدى ياسين التهامي فابدع وتميز فيه هو وأبناؤه. 


ومن أهم ما يميز الشيخ ياسين التهامي إحساسه بالقصائد أو الكلمة وهو إحساس عال نشأ لديه بحكم نشأته في بيئة صوفية متعلمة، وللشيخ ياسين التهامي عدة أبناء سلكوا دربه في فن الإنشاد الديني ومنهم الشيخ مهدي ياسين التهامي، والذي تربى ونشأ في بيت ديني يحب القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتصوف واللغة العربية والأدب والمطالعة والنصوص، ومحبة الصالحين وملازمتهم. 

التربية في بيت والدي الشيخ ياسين أوقعتنى في حب الإنشاد الديني

 وأوضح الشيخ مهدي، قائلًا: إن أول ما سمعت أذني بعد تلاوة القرآن الكريم والحديث الشريف الآذان الإنشاد الديني الإسلامي فتأثرت به روحي ونفسي وجوارحي، حيث أن التربية في بيت والدي الشيخ ياسين، وجدي الشيخ التهامي أوقعتني في حب الإنشاد الديني والشغف للكلمة ومعانيها والألحان العذبه. 


وأشار الشيخ مهدي ياسين التهامي إلى أنه شارك في إقامة الحفلات الدينية منذ صغره فلقد شارك في المعهد الدينى الإبتدائي وهو صغير في حفلات ومناسبات دينية، كالإسراء والمعراج والمولد النبوي الشريف، وليلة القدر في رمضان. 

كما شارك في أكبر المسابقات والاحتفالات التي كانت تقام في كل عام بمعهد فؤاد الأول الأثري بأسيوط، وكان يحصل على المركز الأول بفضل الله وبركاته في فن الإنشاد الديني لمدة ست سنوات حتى تخرج من الثانوية الأزهرية. 


وأما عن بداية أولى حفلات الشيخ مهدى ياسين التهامي فكان في عام 2007 بمحافظة بنى سويف وكانت الدعوة موجهة لعمه الشيخ الجميل محمود التهامي، ولكن لظروف طارئه ذهب الشيخ مهدي ياسين التهامي بدلا منه، فأصر أهل البلدة والحضور أن ينشد الشيخ مهدي ياسين التهامي فكانت أول ليله ينشد فيها بالآلات الموسيقية والإيقاعات. 

وقال الشيخ مهدى ياسين التهامي أن الإنشاد الديني في مصر عموما دون أي دولة على مستوى العالم له قدرة ومكانته، كما أن أسيوط والصعيد عموما يعرفون قدر الإنشاد الديني والاحتفال بكل مواعيد الموالد والمناسبات الدينية ويجلونها. 


وكشف الشيخ مهدى ياسين التهامي أن الإنشاد الديني وصل إلى قمة الظلم بالقياس الى للفنون الأخرى، مع أن المنشدين والمبتهلين كثيرون إلا أن حظه في التكريم والإعلام أصبح في مناسبات قليلة وضئيلة، حيث أنه لا يذكر إلا في ليلة القدر في شهر رمضان المبارك أوليلة النصف من شهر شعبان المكرم أو العيدين الفطر والأضحى أو في المولد النبوي الشريف، ولكن في مصر فإن الإنشاد الديني له مكانه في كل وقت وفي جميع الاحتفالات. 


وأضاف الشيخ مهدى ياسين التهامي، نَادَيْنَا في الإعلام كثيرا ولم نسمع إلا صمتا، ورغم كل ذلك فالإنشاد الديني محفوظ والتراث محفوظ، والكلمة الهابطة لن ترقى إلى العلا مهما اتسعت.


وأكد أن الكلمة هي الأصل وهى اللغة العربية وهى: عنوان الأدب وركن من أركان الحقيقة تعشقها الآذان قبل الأذهان، مشيرًا إلى اعتزازه باللغة العربية لأنها لغة القران، والقران الكريم عربي والنبي صلى الله عليه وسلم عربي ولسان أهل الجنة عربي، كما ورد في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تمسك الشيخ مهدي ياسين التهامي بالألحان الارتجالية الجيدة التي ترتقي بالمستمع إلى ما تسموا به الروح ويروض به القلب. 


وأوضح أن التكريم هو تكريم الكلمة الطيبة حيث قال، أكثر جائزة حصلت عليها وهى الأفضل عندي وقوفي على أعتاب وساحات آل البيت رضى الله عنهم أجمعين، ولطالما لم تكرم الكلمة الطيبة فلا تكريم لمن يكرم.


واختتم حديثه ناصحًا المنشدين والشباب منهم بالحفاظ على الكلمة والهوية الأصيلة والتعايش معها والرجوع إلى التراث والتمسك به والبعد عن دخول اللغة العامية في مجال الإنشاد الديني والارتجال والتهذيب في الألحان وعدم دخول الألحان الهابطة والركيكة مع الكلمة الراقية، مؤكدا أن كرامة المنشد من كرامة كلمته.